كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وقال (¬1): (لا) مركبة من اللام والألف، وإن كان بعيدًا من الصواب، مع أنه هو المشهور في التهجِّي، والصحيح: أنها تسعةٌ وعشرون، والنطق بلا في التهجِّي كالنطق بلا في: لا رجلَ في الدَّار، وذلك أن الواضع جعلَ كلَّ حرف من حروف التهجي صدر اسمه، إِلا الألف، فإنَّه لمَّا لم يمكن أن يُبتدأ به؛ لكونه مطبوعًا (¬2) على السكون، ولا يقبل (¬3) الحركةَ أصلًا، تُوُصِّلَ إليه باللام؛ لأنه يناسبُه في الامتداد والانتصاب، ولذلك يُكتب (¬4) على صورة الألف.
قلت: قوله: إن منشأ الخلاف راجعٌ إلى كلمة (لا) هل هي حرف، أو حرفان؟ خلاف ما قاله أهل العربية، فإن منشأ الخلاف عندهم في عدد حروف المعجم، هل الهمزةُ من قَبيل الحروف، فتُعَدُّ، أو من قَبيل الضبط، فلا (¬5) تُعَدُّ؟
وقد جُمعت هذه الحروفُ الأربعةَ عشرَ التي ذكرها في قولك: نص حكيم قاطع له سر.
ثم قال:
¬__________
(¬1) "وقال" ليس في "ق".
(¬2) في "ت": "لأنه مطبوع".
(¬3) في "ت": "تقبل".
(¬4) في "ت": "تكتب".
(¬5) في "ت": "لا".

الصفحة 31