كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

الرابع: مجيئها في تسعٍ وعشرين سورةً (¬1) بعدد الحروف.
الخامس: كما رُوعي تنصيفُها باعتبار هجائها، روعي تنصيفُها باعتبار أجناسها (¬2).
قلت: يريد: أن كل جنس من أجناس الحروف؛ كالمجهورة، والمهموسة، والرخوة، والشديدة، وغير ذلك من أجناسها، قد نُصفت (¬3)، فاستُعمل (¬4) نصفُها في القرآن، وأُهمِلَ النِّصْفُ الآخر، وإذا تأملتَ ذلك، وجدته، ثم إن النصف المستعملَ في القرآن، هو الأخفُّ، والأكثرُ (¬5) استعمالًا من النصف الآخر (¬6) المهمَل.
ومن وقف على ذلك، علم أن هذا القرآن ليس من كلام البشر، وجزم بأنه كلام (¬7) خالقِ القُوى والقَدَر، فإن المتبحِّرَ في معرفة الحروف، وتصرُّفِ مخارجها الخفيف والثقيل، وغير ذلك من أجناسها، لا يهتدي إلى هذا النظر الدقيق، ومما يشد من عضد (¬8) ما ذكرناه: أن الألف واللام
¬__________
(¬1) "سورة" ليس في "ت".
(¬2) ذكر هذه الوجوه الخمسة: الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" (1/ 176).
(¬3) في "ت": "تنصفت".
(¬4) في "ق": "صنف فاستعمل نصفها".
(¬5) في "ت": "أخف وأكثر".
(¬6) "النصف الآخر" ليس في "ت"، و"الآخر" ليس في "خ".
(¬7) في "ق": "من كلام".
(¬8) في "ق": "قصد".

الصفحة 32