كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

العيد: مشتقٌّ من العَوْد، وهو الرجوعُ والمعاودة؛ لأنه يتكرر لأوقاته.
وقيل: بل (¬1) لعَوْدِه بالفرح والسرور على الناس.
وقيل: تفاؤلًا لأن يعود على مَنْ أدركه؛ كما سميت القافلةُ في ابتداء خروجها؛ تفاؤلًا بُقفولها سالمةً، ورجوعِها.
وهو من ذوات الواو، وكان أصله: عِوْد -بكسر العين-، فقلبت الواو ياء؛ كالميقات، والميزان، وهما من الوَقْت والوَزْن، وجمعه: أَعْياد، قالوا: وإنما جُمع بالياء، صمان كان أصلُه الواو، للزومها في الواحد.
قال الجوهري: وقيل: للفرق بينه وبين أعوادِ الخشب.
والعيد -أيضًا-: ما عاد من همٍّ أو غيرِه، قال الشاعر:
فَالْقَلْبُ يَعْتَادُهُ مِنْ حُبِّها عِيدُ
وقال آخر:
أَمْسَى بِأَسْماءَ هَذَا الْقَلْبُ مَعْمُوْدَا ... إِذَا أَقُولُ صَحَا يَعْتَادُهُ عِيدَا (¬2)
¬__________
= لابن حجر (2/ 451)، و"عمدة القاري" للعيني (6/ 281)، و"كشف اللثام" للسفاريني (3/ 180)، و"سبل السلام" للصنعاني (2/ 66)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (3/ 361).
(¬1) "بل" ليست في "ق".
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (2/ 515)، (مادة: عود).

الصفحة 38