كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

تنبيه: و (¬1) انظر هذه الإضافة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "شاتُك شاةُ لحم" من أي أقسام الإضافة هي؟ فإن الإضافة على قسمين: لفظية، ومعنوية:
والمعنوية (¬2) على ثلاثة أقسام: مقدرة بـ (من)، كخاتم حديد، وبابِ ساجٍ، أو بـ (اللام)؛ كغلامِ زيدٍ، أو بـ (في)، كضربِ اليومِ، أي: ضربٍ في اليوم، ولا يصحُّ شيء من ذلك في قولنا: شاةُ لحمٍ.
وأما اللفظية: فحقيقتُها أن تكون صفةً مضافة إلى معمولها؛ كضاربِ زيدٍ، وحسنِ الوجهِ (¬3)، وشاةُ لحم ليست كذلك أيضًا (¬4).
والذي يظهر لي في ذلك: أنه لما اعتقد أبو بردةَ أن شاته شاة (¬5) نُسُكٌ، أوقع -عليه الصلاة والسلام- قولَه: "شاةُ لحم" موقعَ قوله: شاة غير نسك، أو شاة غير أضحية، أي: إنما هي لحم غير متقرَّبٍ به، أو لا قربةَ فيه، لتقدُّمها على وقت التقرُّب (¬6)، فهو كلامٌ محمول على المعنى، واللَّه أعلم.
¬__________
(¬1) الواو ليست في "ت".
(¬2) في "ت": "والمعنوي".
(¬3) في "ت": "وجه".
(¬4) "أيضًا" ليس في "ق".
(¬5) "شاة" زيادة من "ت".
(¬6) في "ت": "التقريب بها"، وقوله: "إنما هي لحم غير متقرب به، أو لا قربة فيه؛ لتقدمها على وقت التقرب" ليس في "ق".

الصفحة 47