كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)
ويجوز (والنعمةُ لك) [بالرفع] على الإبتداء (¬1)، والخبر محذوف تقديره: إن الحمدَ لك (¬2)، والنعمة لك.
قال ابن الأنباري: وإن شئتَ جعلتَ خبر (إن) محذوفًا.
وقوله: "وسَعْدَيْك" إعرابها وتثنيتها كما تقدَّم في (لبيك)، ومعناه: ساعدت طاعتك يا ربِّ! مساعدةً بعدَ مساعدةٍ.
وقوله: "والخير بيديك"؛ أي: الخيرُ كلُّه بيد اللَّه (¬3)، وهو في المعنى -واللَّه أعلم- كقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64].
فائدة كلامية (¬4): قال ابن فورك في "كتاب المقدمات" له: اعلم أنا نقول: إن ما وصف اللَّه -تعالى- به نفسَه؛ من أن له يَدَين بقوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] هما صفتان له، طريقُ إثباتهما الخبرُ، ولا يجوزُ أن يُقَالَ: هما بَعْضان، أو عضْوان، أو غيران، كما يوصف بذلك غيرُهما من الأيدي، وليس هما بمعنى الملك والقدرة، ولا بمعنى النعمة والصلة، بل هما بمعنى الصفة، والدليلُ على ذلك
¬__________
(¬1) في "خ" و"ت": "ويجوز" والنعمة لك "على الإبدال"، والصواب ما أثبت، كما في المطبوع من "إكمال المعلم".
(¬2) "لك": ليس في "ت".
(¬3) انظر: "المعلم" للمازري (2/ 71)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 177).
(¬4) "كلامية": ليس في "ت".