كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

والطاعة: الانقياد للأمر (¬1)، وأصلُها: طَوْعَة؛ لأنها من طاع يطوع: إذا انقادَ، فقلبت الواو ألفًا؛ لتحركِها، وانفتاحِ ما قبلها، وهي اسمٌ للمصدر، والمصدرُ إطاعَةٌ (¬2).
والوعظ: النُّصْح، والتذكير بالعواقب، وَعَظْتُه وَعْظًا، وعِظَةً، فاتَّعَظَ؛ أي: قَبِلَ الموعِظَةَ.
يقال: السعيدُ مَنْ وُعظ بغيره، والشقيُّ مَنِ اتَّعَظ (¬3) به غيره (¬4).
فكأن قوله: وذَكَّرهم: توكيدٌ لوعظ.
السابع (¬5): قوله: "ثم أتى النساء، فوعظهن": ظاهره (¬6): جوازُ نزول الإمام عن المنبر، وقطع خطبته لمصلحة الإسماع (¬7)؛ أعني: إسماعَ مَنْ لم يسمعْ الوعظَ، وهذا كأنه مخصوص بزمانه -عليه الصلاة والسلام-، تأكيدًا لبيعة الإسلام، وحرصًا على تعميم الجميع بذلك؛ أعني الرجالَ والنساء، واللَّه أعلم.
¬__________
(¬1) في "ق": "للأمور".
(¬2) في "ت": "الطاعة".
(¬3) في "ت": "أيقظ".
(¬4) انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1181)، (مادة: وعظ).
(¬5) في "ق": "الرابع".
(¬6) "ظاهره" ليس في "ت".
(¬7) في "ق": و"وقطع خطبته للاستماع".

الصفحة 59