كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

كَمَا سَمِعَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ" (¬1)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وقد أشبعنا القولَ في فضل العلمِ في أولِ شرح رسالة ابن أبي زيد (¬2)، أعان اللَّه على إكماله.
ق: وقولُ عمرٍو: أنا أعلمُ بذلك إلى آخره، هو كلامُه، لم يسنده إلى رواية (¬3).
قلت (¬4): وذكر ابنُ بزيزة رحمه اللَّه تعالى في تفسيره: أنه حديثٌ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، عند قوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97]، واللَّه أعلم (¬5).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (3660)، كتاب: العلم، باب: فضل نشر العلم، والترمذي (2656)، كتاب: العلم، باب: ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وابن ماجه (230) في المقدمة، من حديث زيد بن ثابت -رضي اللَّه عنه-.
(¬2) في "ت": "الرسالة" بدل "رسالة ابن أبي زيد".
(¬3) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 28).
(¬4) "قلت" ساقط من "ت".
(¬5) قال الحافظ في "الفتح" (4/ 45): وقد وهم من عَدَّ كلام عمرو بن سعيد هذا حديثًا، واحتج بما تضمنه كلامه، انتهى.
وقد شَنَّعَ ابن حزم في "المحلى" (10/ 498) على عمرو بن سعيد مقالته هذه؛ فقال: ولا كرامة للطيم الشيطان، الشرطي الفاسق، يريد أن يكون أعلم من صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بما سمعه ذلك الصاحب -رضي اللَّه عنه- من رسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون على عظيم المصاب في الإسلام.
ثم قال: وما العاصي للَّه ولرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا الفاسق عمرو بن سعيد ومن ولّاه =

الصفحة 609