كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وفيه: كونُ النساء بمعزِلٍ عن الرجالِ، وبُعْدٍ (¬1) منهم، وغيرَ مختلطاتٍ بهم (¬2).
وقوله: "تصدقن؛ فإنكن أكثرُ حطب جهنم" دليلٌ على أن الصدقة سببٌ لدفع العذاب، لاسيما السرية منها (¬3)، الخالصة من الشوائب المكدِّرَةِ للإخلاص فيها (¬4): من حبِّ مدحٍ، وثناءٍ، وغير ذلك.
وفيه: الإغلاظُ في النصح بما لعلَّه يبعث على إزالة العيب، أو الذنب اللذين يتصف بهما الإنسان.
وفيه: بذلُ النصيحة لمن يحتاج إليها.
الثامن (¬5): قوله: "فقامت امرأةٌ من سِطَة (¬6) النساء": هكذا هو (¬7) سِطَةِ -بكسر السين وفتح الطاء المخففة (¬8) -، وفي بعض نسخ "مسلم": واسطة، ومعناه: من خيارهن، والوسط: العدلُ والخيار، ومنه قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، أي: خيارًا عُدولًا.
¬__________
(¬1) في "ت": "وبعده".
(¬2) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 291).
(¬3) في "ت": "منهم".
(¬4) في "ق": "بها".
(¬5) في "ق": "الخامس".
(¬6) في "ت": "سط".
(¬7) في "خ": "هو في".
(¬8) في "ت": "هكذا هو بفتح السين والطاء المخففة".

الصفحة 61