كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)
الخَلَى -بالقصر-: الرَّطْبُ من الحشيش، الواحدةُ خلَاةٌ، واخْتلاؤهُ (¬1): قَطْعُه. وأما الحشيشُ؛ فاليابسُ خاصة، وأظن أن الكَلأَ يُطلق على الرطب واليابس (¬2).
والإذخِرُ: نبتٌ طيبُ الرائحة، يشبه الحَلْفاء.
وقد فسر القَيْن بأنه الحداد، ومعنى قوله: "فإنه لِقَيْنِهم"؛ أي: إنه يُحتاج لوقوده، ولعمله في تسقيف البيوت وغيرِها.
وقوله: "إلا الإذخر" على الفور تَعَلَّقَ به مَنْ يرى اجتهادَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو تفويضَ الحكمِ إليه من أهل الأصول.
وقيل: يجوز أن يكون بوحي إليه في زمن يسير؛ فإن الوحي إلقاءٌ في خفية، وقد تظهر أمارتُه، وقد لا، قاله ق (¬3).
فائدة نحوية: إن قلت: الأحسنُ في صناعة العربية في الاستثناء من النفي البدلُ من المستثنى منه، فما بالُه جاء في هذا الحديث منصوبًا على الاستثناء، وكان حقُّه الرفع على البدل من قوله: "لا يُعْضَدُ شوكُه" وما بعدَه؟
¬__________
(¬1) في "خ": "واختلاه".
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (3/ 394)، (مادة: حشش)، و"الفائق في غريب الحديث" للزمخشري (1/ 391)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (2/ 75).
(¬3) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 31).