كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

ع: وزعم حُذَّاقُ شيوخنا: أن هذا الحرف مغير في كتاب "مسلم"، وأن صوابه: (من سفلة النساء)، وكذا رواه ابن أبي شيبة في "مسنده"، والنسائي في "سننه" (¬1)، وفي رواية لابن أبي شيبة: "امرأةٌ ليستْ من عِلْيَة النساء" (¬2)، وهذا ضد التفسير (¬3) الأول، ويعضده قولُه بعده: "سَفْعاء الخَدَّين"، وهو شحوبٌ وسوادٌ في الوجه (¬4).
قال الإمام (¬5) المازري: قال الهروي في تفسير قوله في الآخر: "أَنَا وَسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ" (¬6): أرادَ بذلك (¬7): أنها بذلت تناصف (¬8) وجهها؛ أي محاسنَه: حتى اسودَّتْ، إقامةً على ولدها بعد وفاة زوجها، لئلَّا تضيعهم.
والأسفعُ: الثور الوحشيُّ الذي في خدِّه سوادٌ، وفي حديث النخعي: لقيتُ غلامًا أسفعَ أَحْوى (¬9).
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه عند النسائي برقم (1575).
(¬2) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9805)، من حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-.
(¬3) في "ت": "للتفسير".
(¬4) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 294).
(¬5) "الإمام" ليس في "ت".
(¬6) رواه أبو داود (5149)، كتاب: الأدب، باب: في فضل من عال يتيمًا، والإمام أحمد في "المسند" (6/ 29)، من حديث عوف بن مالك -رضي اللَّه عنه-.
(¬7) "بذلك" ليس في "ت".
(¬8) في "ت" بياض بمقدار قوله: "تناصف".
(¬9) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/ 531)، وابن عساكر في "تاريخ =

الصفحة 62