كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

ق: في الحديث ردٌّ على اعتقاد الجاهلية في (¬1) أن الشمس والقمر ينكسفان لموت العظماء.
وفي قوله -عليه الصلاة والسلام-: "يخوِّفُ بهما عبادَه"، إشارة إلى أنه ينبغي (¬2) الخوف عند وقوع التغيرات (¬3) العُلْوية، وقد ذكر أصحابُ الحساب لكسوف الشمس والقمر أسبابًا عادية (¬4)، وربما يعتقد معتقدٌ أن ذلك ينافي قولَه -عليه الصلاة والسلام-: "يخوِّفُ بهما عبادَه"، وهذا الاعتقاد فاسد؛ لأن للَّه -تعالى- أفعالًا على حسب الأسباب العادية (¬5)، وأفعالًا خارجة عن تلك الأسباب؛ فإن قدرته تعالى حكمُه على كل سبب، فيقتطع (¬6) ما شاء من الأسباب والمسببات بعضها من بعض، وإذا (¬7) كان ذلك كذلك، فأصحابُ المراقبة للَّه -تعالى- ولأفعاله الذين عقدوا أبصارَ قلوبهم بوحدانيته، وعمومِ قدرته على خرق العادة، واقتطاع المسببات عن أسبابها، إذا وقع شيء غريب، حدث عندهم الخوف؛ لقوة اعتقادهم في فعل اللَّه
¬__________
(¬1) "في" ليس في "ت".
(¬2) في "ق": "عباده إلى ينبغي".
(¬3) في "ق": "التغييرات".
(¬4) "عادية" ليس في "ت".
(¬5) في "ت" بياض بمقدار قوله: "العادية".
(¬6) في "ق": "حكمة على كل سبب، فينقطع".
(¬7) في "ت": "فإذا".

الصفحة 90