كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

-تعالى- ما يشاء، وذلك لا يمنع (¬1) أن يكون ثَمَّ أسبابٌ تجري عليها العادة إلى أن يشاء (¬2) اللَّه -تعالى- خَرْقَها (¬3)، ولهذا كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند اشتداد هُبوب الريح يتغير، فيدخل (¬4) ويخرج؛ خشية أن يكون (¬5) كريح عاد، وإن كان هبوب الريح موجودًا في العادة.
والمقصود بهذا (¬6) الكلام: أن يُعلم (¬7) أن ما ذكره أهلُ الحساب من سبب الكسوف، لا ينافي في (¬8) كون ذلك مُخَوِّفًا لعباد اللَّه، وإنما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا الكلام؛ لأن الكسوف كان عند موت ابنه إبراهيم، فقيل: إنها إنما (¬9) كسفت لموت إبراهيم، فردَّ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك.
وقد ذكروا (¬10): أنه إذا صُلِّيت صلاةُ الكسوف على الوجه المذكور، ولم تَنْجَلِ الشمسُ: أنها لا تُعاد على تلك الصفة (¬11)، وليس
¬__________
(¬1) في "ت" زيادة: "من".
(¬2) في "ت": "شاء".
(¬3) في "ت": "خوفها".
(¬4) في "ق" و"ت": "ويدخل".
(¬5) في "ت": "تكون".
(¬6) في "ق" و"ت": "من هذا".
(¬7) في "ت": "تعلم".
(¬8) "في" ليست في "ت".
(¬9) "إنما" ليس في "ق".
(¬10) في "ق": "وقد ذكرنا".
(¬11) "تلك الصفة" ليس في "ت".

الصفحة 91