كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 3)

اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً مِنَ الأَسْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ. طرفه 925

69 - باب اسْتِعْمَالِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَلْبَانِهَا لأَبْنَاءِ السَّبِيلِ
1501 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَقَتَلُوا الرَّاعِىَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُتِىَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحاء- واسمه المنذر أو عبد الرحمن.
(استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من الأسد) -بفتح الهمزة وسكون السين- وفي بعضها بالزاي (على صدقات بني سليم، يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه) سليم -بضم السين- مصغر. وابن اللتبية -بضم اللام وسكون الفوقانية بعدها موحدةٌ مكسورة، بعدها تحتانية مشدّدة مفتوحة، ويروى -بضم الهمزة وفتح التاء- قال ابن دريد: بنو ليث بطن من الأزد، وهذا الرجل اسمه عبد الله.
وفقه الحديث جواز نصب السّعاة، وجواز محاسبتهم. وسيروي حديثه بأطولَ من هذا مرارًا.
باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل

1501 - (عن أنس: أن ناسًا من عرينة اجتووا المدينة، فرخص لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها) عرينة: -بضم العين وفتح الراء- مصغر بعد الباء نون والاجتواء: -بالجيم- من الجوا. قال ابن الأثير: هو داء في الجوف إذا تطاول. ويقال أيضًا: اجتويت البلد: كرهتها. والمعنى على الأول: أي مرضوا في المدينة؛ لقوله في بعض الروايات: فلما صحوا. وليس في الحديث دلالة على طهارة الأبوال؛ لأنه كان للتداوي، ألا ترى إلى قول أنس: فرخص لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(فاستاقوا الذود) -بفتح الذال وسكون الواو- الإبل من الثلاثة إلى العشرة، والظاهر أنه من إطلاق المقيد على المطلق (سمر أعينهم) -بفتح الميم المخففة- أي: كحل أعينهم

الصفحة 495