كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 3)

وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ. تَابَعَهُ أَبُو قِلاَبَةَ وَحُمَيْدٌ وَثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ. طرفه 233

70 - باب وَسْمِ الإِمَامِ إِبِلَ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ
1502 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ حَدَّثَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ، فَوَافَيْتُهُ فِي يَدِهِ الْمِيسَمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمسامير محماة، وفي رواية: "سمل". والسمل: قلع العين يجوز وقوع الأمرين، أو أحدهما حقيقة والآخر مجاز.
(وتركهم بالحرّة) الحرّة لغة: كل أرض ذات حجارة سود، والمراد: حرة المدينة الشريفة؛ فاللام للعهد (يعضون الحجارة) من العطش: لقوله: "يستقون فلا يسقون".
(تابعه أبو قلابة) -بكسر القاف- عبد الله الجرمي، أي: تابع قتادة، وكذا ثابت وحميد.
وليس في الحديث دلالة على اختصاص أبناء السبيل بذلك؛ فللإمام أن يعطي كل صنف من الأصناف، وإنما وضع الترجمة في ذلك ليطابق الحديث، وقاسَ الاستعمال على شرب اللبن.
باب وسم الإمام إبل الصدقة

1502 - (إبراهيم بن المنذر) بكسر الذال (أبو عمرو) هو الأوزاعي.
(عن أنس قال: غدوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه) -بضم الياء وتشديد النون المكسورة- تحنيك الولد: أن يجعل في فم الطفل حين يولد قبل أن يدخل جوفه شيءٌ تمرةً بعد أن يمضغه، ثم يحركه بأصبعه على حنكه ليكون تفاؤلًا بحلاوة الإيمان، وطيب العيش، والأَولى في ذلك العلماء والصالحون (فوافيته) -بالفاء- أي: وصلت إليه (وفي يده الميسم) -بكسر الميم- آلة الوسم، وهو: العلامة يسم به إبل الصدقة.
وفقه الحديث: جواز وسم النعم وإن كان فيه نوع تعذيب، كما شعار الهدي؛ لأنّ الحسن ما استحسنه الشرع، وليس فيه مخالف سوى أبي حنيفة وقال: إنه مثلة.

الصفحة 496