كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 3)

حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود: أنَّ عمرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- خَطَب الناسَ بالجابية (¬1)، فقال في خُطبته: إنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاء، ويَهدي مَن يشاء. فقال القَسُّ (¬2): اللهُ أعدلُ أن يُضِلَّ / (ق 365) أحدًا! فبلغ ذلك عمرُ، فبَعَثَ إليه: بلِ اللهُ أَضلَّكَ، ولولا عَهدُك لضَرَبتُ عُنُقَكَ.
وقد روي هذا من طرق كثيرة عن عمرَ رضي الله عنه (¬3).
¬_________
(¬1) الجابية: قرية من أعمال دمشق. «معجم البلدان» (2/ 91).
(¬2) القَسَ: رئيس النصارى في العلم. انظر: «القاموس المحيط» (ص 566 - مادة قس).
(¬3) منها: ما أخرجه عبد الله بن أحمد في «السُّنة» (2/ 423 رقم 929) وابن أبي حاتم في «تفسيره» (5/ 1652 رقم 8595) والفِريابي في «القدر» (ص 64 - 66 رقم 54، 55) وابن بطَّة في «الإبانة» (2/ 130 رقم 1561 - تحقيق عثمان الأثيوبي) واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (4/ 729 رقم 1197) وابن بَشران في «الأمالي» (2/ 320 رقم 1604) من طريق خالد الحذَّاء، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن الحارث، عن عمرَ بن الخطاب ... ، فذكره، مطولاً.
وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا عبد الأعلى هذا، فقد أورده البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 71 رقم 1742) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 27 رقم 141) ولم يَذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في «الثقات» (7/ 129).
وقال الحافظ في «التقريب»: مقبول.
ومنها: ما أخرجه ابن وهب في «القدر» (ص 49 رقم 22) عن يونس بن يزيد، عن الأوزاعي، عن عمرَ ... ، فذكره.
وهذا منقطع، الأوزاعي لم يُدرك عمر.
ومنها: ما أخرجه ابن وهب -أيضًا- في «القدر» (ص 50 رقم 23) عن [عمر] بن محمد، عن ابن عباس، عن عمرَ ... ، فذكره.

وهذا -أيضًا- منقطع؛ عمر، وهو: ابن محمد بن زيد بن الخطاب لم يُدرك ابن عباس.

الصفحة 34