كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة (اسم الجزء: 3)

1337 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مَهْدِيٍّ الصَّائِغُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {§وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} [الأعراف: 172] إِلَى قَوْلِهِ {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] قَالَ: جَمَعَهُمْ جَمِيعًا فَجَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا , ثُمَّ صَوَّرَهُمْ ثُمَّ اسْتَنْطَقَهُمْ , فَقَالَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 172] لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا , قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا , لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ , وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ، قَالَ: فَإِنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي , وَأُنْزِلَ عَلَيْكُمْ كُتُبِي , فَلَا تُكَذِّبُوا بِرُسُلِي , وَصَدِّقُوا بِوَعْدِي , فَإِنِّي سَأَنْتَقِمُ مِمَّنْ أَشْرَكَ بِي وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي، قَالَ: فَأَخَذَ عَهْدَهُمْ وَمِيثَاقَهُمْ , ثُمَّ رَفَعَ أَبَاهُمْ آدَمَ عَلَيْهِمْ , فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ , فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ , وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَبِّ لَوْ شِئْتَ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ، قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُشْكَرَ، قَالَ: وَالْأَنْبِيَاءُ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ مِثْلُ السُّرُجِ، قَالَ: وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ لِلرِّسَالَةِ أَنْ يُبَلِّغُوهَا، قَالَ: فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] قَالَ: وَهُوَ قَوْلُهُ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] وَهُوَ قَوْلُهُ {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنَّ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102]. -[315]- قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ} [المائدة: 7] قَالَ: فَكَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ مَنْ يُكَذِّبُهُ وَمَنْ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: وَكَانَ رُوحُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ اللَّهُ عَهْدَهَا وَمِيثَاقَهَا فِي زَمَنِ آدَمَ , فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَرْيَمَ فِي صُورَةِ بَشَرٍ , {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17]، {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم: 20] قَالَ: فَحَمَلَتِ الَّذِي فِي بَطْنِهَا، قَالَ أُبَيٌّ: فَدَخَلَ مِنْ فِيهَا

الصفحة 314