كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

مصتبدين، إن قصرت الزوجة فى بعض حقوقه عليها حاسبها الحساب العسير،
وهذه وحشية لا تصلح معها الحياة الزوجية.
فإن كان مقصرا فى حقوقها وجما إصلاحه. قال العلماء: لو اذاها بشتم
بدون سبب، ونصحته فلم ينتصح كان لها أن تستعين على تقويمه ولو بالقاضى،
وله أن ينهاه فقط، ولا يجوز أن يعزره، لأ ن التعزير يوجب الوحشة بينه وبين
زوجته، فلو تكرر الشتم كان له أن يعزره، ولكن محل ذلك إذا طلبت هى تعزيره.
جاء فى " الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع للخطيب " (1): لو منع الزوج
زوجته حقا لها كقسم ونفقة ألزمه القاضى توفيته إذا طلبته، لعجزها عنه. فإن
أساء خلقه واذاها بضرب أو غيره بلا سبب نهاه عن ذلك ولا يعزره، فإن عاد إليه
وطلبت تعزيره من القاضى عزره بما يليق لتعديه عليها.
وإنما لم يعزره فى المرة الأولى، وإن كان القياس جوازه إذا طلبته، لأ ن إساءة
الخلق تكثر بين الزوجين، والتعزير عليها يورث وحشة بينهما، فيقتصر أولا على
النهى، لعل الحال يلتئم بينهما، فإن عاد عزره. اهـ.
هذا،! اذا كان لم يؤذها، ولكن يكرهها فقط لكبرها أو لعقمها أو لمرضها
مثلا فلا شىء عليه، لكن يسن لها استعطافه بما يجب، كاسترضائه بترك بعض
حقوقها له، أو بوسيلة أخرى ترى أنها تلين قلبه، ولباقة المرأة لها دخل كبير فى
ذلك. وفى مثل هذه الحالة نزل قوله تعالى:! وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أ و
إعراضا فلا جنا! علي! ما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس
ال! ثئغ وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا! أ النساء: 28 1،.
وروى البخارى عن عائشة رضى الله عنها، فى سبب نزولها، أنها قالت:
الرجل تكون عنده المرأة وليس بمستكثر منها، يريد أن يفارقها فتقول: أجعلك
من شأنى فى حل. وكانت هذه المرأة هى سودة بنت زمعة أم المؤمنين رضى الله
عنها، أو خولة بنت محمد بن مسلمة زوجة رافع بن خديج، روى الترمذى عن
__________
(1) ص! 2،ص 145.

الصفحة 100