كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

ابن عباس قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله كلدط، فقالت: لا تطلقنى
وأمسكنى، واجعل يومى منك لعائشة. فنزلت الاية.
وروى مالك عن ابن شهاب عن رافع بن خديج أنه تزوج بنسا محمد بن
مسلمة الأنصارية، فكانت عنده حتى كبرت، فتزوج عليها شابة، فاثر الشابة
عليها، أى بالحب والميل، لا بالنفقة والقسم، فناشدته الطلاق، قطلقها واحدة،
ثم راجعها مرتين، وهو على حاله فى محبة الشابة، فقال لها أخيرا: إن شئت
استقررت على ما ترين، وإن شكت فارقتك، قالت: بل أستقر على الأ ثرة،
فأمسكها على ذلك، ولم ير رافع إثما عليه حين قرت عنده على الأ ثرة. رواه
معمر عن الزهرى بلفظه ومعناه، وزاد: فذلك الصلح الذى بلغنا أنه نزل فيه
(وإن امرأة خافت. . .! (1)
إن الزوجة لا تملك أن تؤدب الزوج، فالقوامة له عليها، لا لها عليه. ويشهد
لذلك سبب نزول قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء *! وقد تقدم! لك هكأ
بحث الحجاب، " ص 88 ".
وملخص القصة أن سعد بن الربيع، أحد نقباء الأ نصار، نشزت امرأته
حبيبة بنت زيد، فلطمها، فانطلق أبوها إلى النبى كلمه!، وقال له: قد لطم
كريمتى. فقال النبى ىيخط " لتقتص من زوجها " فانصرفت مع أبيها لتقتص منه،
فقال النبى كلد! " ارجعوا، هذا جبريل أتانى "، فأنزل الله (الرجال قوامون على
النساء. . .! فقال النبى كلشض " أردنا أمرأ، وأراد الله أمرا، والذى أراد الله خير".
وقيل: نزلت فى جميلة بنسا أبى وفى زوجها ثابت بن قيس بن شماس، وقيل، فى
عميرة بنت محمد بن مسلمة وفى زوجها سعد بن الربيع، وكانت له زوجتان.
وهذا حكم سليم، فلو أعطيت المرأة حق ضرب زوجها لم يبق له احترام
عندها، وكيف تعيش مع رجل مهين، وأى امرأة متحضرة لا تطالب أبدا
بهذا الحق.
__________
(1) تفسير القرطبى، ج ه، ص 4 0 4.
101

الصفحة 101