كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

أبو قيمبن الأ سلت الأ نصارى وترك امرأته كبيشة بنت معن الا! نصارية، فقام ابن
له من غيرها يقال له حصن، وقيل: قيس، فطرح ثوبه عليها فورث نكاحها، ثم
تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها، يضارها بذلك لتفتدى بما ورثت، فأتت
كبيشة رسول الله اكلي! وقصت عليه هذا الخبر، فنزلت الآية المذكورة.
وقد أوجب الإسلام على الزوج أن يحافظ على مال زوجته، وحرم عليه أ ن
تمتد إليه يده مهما كان مصدر تملكها له وهو مستهدف بهذا الحق غرضين
كريمين:
(أ) تقرير مبدأ الحرية لها فى التملك والتصرف، ووقف الأ طماع والمجل
الأ ثيمة التى كان الزوج يحوكها ليستولى على ثروتها، كما كانت تفعله
الجاهلية، وعلى الأ خص إذا كانت المرأة يتيمة، على ما هو مبين فى الجزء الرابع من
هذه الموسوعة، من حرصه على زواجها ليستولى على مالها، أو عدم دفع صداقها،
وفى ذلك نزل قوله تعالى! ويستفتونك في النساء قل الفه يفتيكم فيهن وما يتلئ
عليكم! ي الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أ ن
تنكحؤهن! أ النساء: 7 2 1،.
وكان من مظاهر هذه الحيل " العضل " وهو إمساك المرأة على هون، لتفتدى
نفسها منه، فإن أبت طلقها رجعيا، حتى إذا أوشكت عدتها على الانتهاء
راجعها ثم طلقها، وهكذا، وقد نهى الله عنه بقوله (وإذا طلقتم النساء فبلغن
أجلهن فأمصكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا
لتعتدوا! أ البقرة: 231،. والمراد ببلوغ الأ جل قرب انتهاء العدة، والمراد
بالاعتداء الاستيلأ على أموالهن عند الافتداء، وبقوله فى اية أخرى سبق ذكرها
! اله ولا تعفحلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلأ أن ياتين بفاحشة فبينة! أ النساء:
19،. وقد نسخ مضمون الاستثناء، فإن العضل منهى عنه فى كل الأ حوال.
وبقوله! اله ولا يحل لكم أن تاخذوا مفا اتيتموهن لثيئا إلأ أن يخافا ألا يقيما حدود
الفه فإن خفتم ألا يقيما خدود الله فلا جناح عليهما فيما أفتدت به! أ البقرة:
104

الصفحة 104