كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
الرسول ير! " أيما رجل تزو! امرأة على ما قل من المهر أو كثر لي! م! فى نفسه أ ن
يؤدى إليها حقها، خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها، لقى الله يوم القيامة وهو
زان " (1).
(ب) والغرض الثانى من تحريم مال الزوجة على الزوج، رفع قيمته وتكميل
رجولته وتحقيق قوامته عليها، فإن الله قد جعله سيدا، والإنسان عبد عند
الإحسان، إن 1 متدت يده إلى مالها منت عليه، وحاولت أن تعوض ما أخذه منها
فى تدلل وشطط، وتقدم عليه، وإملأ للرغبات ومعارضة ارائه، وغريزة الإعجاب
بما فيها من انفعال الزهو طيع عليها كل إنسان، فكيف إذا وجد ما يقويها ويبرزها
فى أعظم صورة؟
والرجل، بعنوان الرجولة، وبوصف أنه زوج، يجب عليه أن يحافظ على
هذه المنحة التى منحها الله له، ولا يكون سببا فى نزع هذا الشرف منه أو تشويه
جماله، وقد رأينا أن الخلق العربى الذى صقلته تعاليم الإسلام السامية يأبى على
صاحبه أن يكون أسير زوجته فى هذه الناحية المادية، فإن بعض الصحابة كان فى
حالة فقر شديد يسشحق معها أن يأخذ من الزكاة، وكانت زوجته ذات ثراء
وثخا فيه الزكاة، والرجل مع ذلك عف النفس لم يحتل أبدا، ولم يطمع يوما أ ن
يلوث يده ونفسه بشىء من مال الزوجة، ففيه تلويث لرجولته ومرءوته وكرامته،
وفيه مخالفة لأ مر الله له بالتعفف عن مالها، وقد أرادت الزوجة أن تعطيه من
الزكاة بعد استفتاء رسول الله كلي!، وعرضت عليه أن يذهب هو إليه ليسأله عن
حكم صدقة الزوجة على زوجها، فابى كل الإباء أن يسعى فى طريق فيه نفع له،
خوفا على كرامته العربية التى زادها الإسلام قوة، وقال لها: اذهبى أنت إلى رسول
الله ىير! واسأليه.
ذلك هو عبد الله بن مسعود مع زوجته زينب، وإليك هذه القصة:
__________
(1) رواه الطبرانى بسند رجاله ثقات عن ميمون الكردى عن أبيه - الترغيب، ج 2، ص ه 23،
!! 3، ص 7.