كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
(هـ) عن عائشة قالت: خرتج! مع رسول الله كلد! فى بعض أسفاره، وأنا
جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للنام! تقدموا، فتقدموا، ثم قال " تعالى
حتى أسابقك " فسابقته فسبقته، فسكت عنى حتى حملت اللحم وبدتحا
وسمنت، خرجت معه فى بعض أسفاره فقال للناس " تقدموا " ثم قال " تعالى
أسابقك " فسبقنى، فجعل يضحك ويقول " هذه بتلك " رواه أحمد واللفظ له،
وروى بعضه أبو داود والنسائى وابن ماجه بسند صحيح (1).
(و) ذكر ابن القيم فى زاد المعاد (2) أنه كلفض كان يتكىء فى حجر عائشة
ويقرأ القران ورأسه فى حجرها، وربما كانت حائضا، وذكر أنهما تدافعا فى بعض
المرات عند خروجهما من المنزل، وأن عائشة كاشا إذا هويت شيئا لا ضرر فيه
وافقها عليه.
فلعل هذه النصوص وما يماثلها تخفف من تزمت أولئك الذين حسبوا ا ن
الحياة كلها جد، وأن الأ خلاق التى يظهر بها أمام المجتمع هى التى تعامل بها
المرأة. فها هوذا رسول الله! ء وتلك سيرته مع أزواجه، وها هوذا زيد بن ثاتجا
الذى كان من أفكه الناس إذا خلا بأهله، وأزمتهم إذا كان فى القوم (3) وحسبك
قول النبى كلب " إن من اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ". رواه
الترمذى والحاكم وصححه عن عائشة. وقال الترمذى: حدثحا حسن. وروى
قريبا منه ابن حبان فى صحيحه، والترمذى عن أبى هريرة، وقال: حسن
صحيح (4)، وقوله أيضا ((ألا أخبركم بأهل النار؟ كل غتل جواظ متكبر" رواه
البخارى ومسلم من حد شا جارية بن وهب الخزاعى (5). وفى رواية أبى داود
" لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظرى " (6). وفسر الجواظ بالجموع المنوع، وقيل:
الضخم الختال فى مشيته، وقيل: القصير البطين، كما فسر العتل بالغليظ الجافى،
والجعظرى فسر بأنه الشديد على أهله المتكبر فى نفسه.
__________
(1) المرجع السابق، ص 9 6 2.
(3) أسد الغابة - ترجمته.
(5) رياض الصالحين، ص 32 1.
0 1 1
(2)! ا، ص 38.
(4) الترغيب والترهيب، ج 3، ص 8.
(6) الترغيب، ج 3، ص 23 2.