كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

إن الرجل القوى الشجاع، على الرغم من شجاعته وقوته، تنفر منه المرأة إ ن
لم يغير من طبعه، ويلبس لها ثوبا اخر غير ما يلبسه فى ساحة القتال ومع
الرجال، وقد تقدم فى بحث الحجاب قول معن بن زائدة:
نحن قوم تذيبنا الحدق النجل على أننا نذيب الحديدا
وترانا عند الكريهة أحرارا وفى ال! سلم للغوانى عبيدا
ذكر الأ بضيهى فى كتابه ((المستطرف من كل فن مستظرف)) (1) أن رجلا
من بنى سعد مرت به جارية اسمها ((سكة " وهى لأمية بن خالد بن عبد الله بن
أسد، ذات ظرف وجمال، وكان شجاعا فارسا، فلما راها قال: طوبى لمن كان له
امرأة مثلك!! ثم أتبعها رسولا يسألها: ألك زوج، ويذكره لها، وكان جميلا.
فقالت للرسول: وما حرفته؟ فأبلغه الرسول ذلك، فقال: ارجع إليها وقل لها:
وسائلة: ما حرفتى، قلت حرفتى مقارعة الأبطال فى كل شارق
وضربى طلا الأبطال بالسيف معلما إذا زحف الصفان تحت الخوافق
إذا القوم نادونى: نزال، رأيتنى أمام رعيل الحيل أحمى حقائقى
أصبر نفسى حين لا حر صابر على ألم البيض الرقاق البوارق
فلحقها الرسول وأنشدها ما قال، فقالت له: ارجع إليه وقل له: أنت أسد
فاطلب لك لبؤة، أو إنى ظبية أحتاج إلى غزل، فلست من نسائلث، وأنشدته تقول:
ألا إ نما أبغى جوادا بماله كريما محياه كثير الصدائق
فتى همه مذ كان خود خريدة يعانقها فى الليل فوق النمارق
وجاء فى كتاب " أعلام النساء)) لعمر كحالة: أن الجارية كانت لأ مية بن
عبد الله بن خالد بن أسيد، وأن الذى خطبها هو ثمامة العوفى، ولما سألت ابن
أخيه الذى خطبها عن حرفته قال له عمه: قل لها. . أ الأ بيات فيها بعض خلاف
بين المصدرين،.
__________
(1) ص! 2، ص 187.
111

الصفحة 111