كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
الزواج قد يقرر كل! شهما ما يراه، مساعدا على دوام وفاقهما وانسجامهما،
وكثير من العصريين يرى أن اختصاص كل منهما بفراش يحافظ على دوام الضعور
الطيب بينهما. وذلك لأ ن النوم مظنة لإظهار أمور أو وقوع أحداث اضطرارية لا
يحب أحدهما أن يطلع عليها الآخر، أو تصدر منه، أو لأن دوام المضاجعة قد
يورث الملل، ويجعلها مألوفة ليست لها جانر بيتها كما كانت فى الأ يام الأولى،
وهذه الفكرة ليست حديثة بل قديمة.
ذكر ابن قتيبة فى عيون الأ خبار (1) وابن الجوزى فى " آداب النساء " (2) أنه
روى عن عامر بن الظرب، وكان من حكماء العرب، أنه قال لزوجته: مرى ابنتك
أن تكثر من استعمال الماء، فإنه أطيب الطيب، وألا تكثر من مضاجعة زوجها،
فإن الجسد إذا مل مل القلب، ولتخبىء سوأتها منه. ويعلق ابن الجوزى على ذلك
بقوله: وهذا عين الصواب. فإن الفرج مصتقبح الصورة من الزوجين، والاطلاع
على بعض العيوب يقدح فى المحبة، فلهذا ينبغى لهما جميعا الحذر من ذلك،
ولهذا نرى الأ كابر ينامون منفردين، لعلمهم أن النوم يتجدد فيه مالا يصلح.
ولكن ما رأيك فيما ورد أن النبى كليط كان ينام مع زوجاته؟ ذكره صاحب
المواهب اللدنية (3)، وقد علق عليه النووى بقوله: وهو ظاهر فعله الذى واظب
عليه، مع مواظبته على قيام الليل، فينام مع إحداهن، ثم إذا أراد القيام بوظيفته
قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وأداء حقها من عشرتها بالمعروف. وقد علم من
هذا أن اجتماع الزوج مع زوجته فى فراش واحد يراعى فيه مقتضى الحال، فإن
كان ذلك فى وقت يحتاجان فيه إلى الألفة كان خيرا، ولكن لا يلزم منه الجماع.-
وهذا يختلف باختلاف الناس! والأ حوال.
قالت عائشة رضى الله عنها: كان رسول الله!! إذا اغتسل من الجنابة
يجىء فيستدفىء بى، فأضمه إلى، وربما كنت لم أغتعسل بعد، فإذا دفىء قمت
__________
(1)! 4، ص 76.
(3) ص! ا، ص 295.
(م 8 - موسوعة الأسرة ج 3)
(2) غذ اء ا لأ لباب،! ا، ص 0 8.
113