كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

معا إليه. قال العلماء: إن النبى كلي! أراد أن تكون عائشة معه لتشاركه
الطعام لإحساسه بجوعها، وكان الرجل يريد توفيره للنبى عس! وحده، لأنه قليل
لا يكفى غيره (1).
4 - التزاور:
التزاور ذو شقين، الأول السماح للغير.:يارتها فى بيتها، والثانى السماح
لها بزيارة الغير فى بيته، ولا شك أن التزاور بوجه عام يزيد من قوة الرابطة
الاجتماعية، وهو مطلوب للشرع، جاء الحث عليه فى نصوص كثيرة من أقواها،
أن النبى كل! قال " إن رجلا زار أخا له فى قرية، فأرصد الله تعالى على مدرجته
ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لى فى هذه القرية قال: هل
لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنى أحببته فى الله، قال: فإنى رسول الله
إليك بأن الله قد أحبك كما أحبيته فيه " (2)، والمدرجة هى الطريق ومعنى
" تربها " تقوم بها وتعسعى فى صلاحها. وقال أيضا " من عاد مريضا أو زار أخا له
فى الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممضاك، وتبوأت من الجنة منزلا " (3). وقال
أيضا " قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتى للمتحابين فى، وللمتجالسين فى،
وللمتزاورين فى، وللمتباذلين فى " (4).
وهذه الزيارة مسنونة للرجال والنساء، ولا شك أن التزاور بين المرأة وغيرها،
وبخاصة مع بنات بخمسها، يدخل الأ نس! على نفصها، وسماح الزوج به من
المعاشرة بالمعروف.
وفى الشق الأول من التزاور يأتى الحديث الذى رواه مسلم عن عائشة (5)
وفيه: وكانخا تأتينى صواحبى، فكن ينقمعن- يختفين - من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
__________
(1) ج 13، ص. 1 2. (2) رواه مسلم عن أبى هريرة.
(3) رواه ابن ماجه والترمذى وحسنه، و ابن حبان فى صحيحه عن أبى هريرة.
(4) رواه مالك بإسناد صحيح وابن حبان عن معاذ بن جبل.
(5) جه ا، ص 4 0 2.
115

الصفحة 115