كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

فكان رسول الله اع! هسه ئسربهن إلى- يرسلهن-. وسيأتى حديث الجاريتين
المغنيتين عندها.
وفى الشق الثانى يأتى إذنه عهصيو لأزواجه بزيارة أهلهن وكان الصحابة
والتابعون على ذلك، وهو معروف.
غير أنى أنبه إلى وجوب المحافظة على حدود الشرع فى ذلك، من جهة
العورات والخلوات والكلام وما إلى ذلك مما سبق تفصيله فى بحث الحجاب، كما
أنبه على أن يكون الوسط الذى يزور وسطا يغلب عليه الخير والأ من، فإن زيارة
الأ شرار كميكروب المرض يعدى بسرعة، والطبع سراق، والتقليد غريزة فى
النفس، والاستهواء له قوته، ومجال الجاذبية فى عدوى الأ خلاق واسع.
والمعروف أن مجالس النساء يكثر فيها الحديث عن الشئون الزوجية لمعرفة
الأ سرار، وعن الأ مور المنزلية وما يجرى منها مع من فيها، وكثيرا ما يقصد به
النقذ والتجريح، أو الإغراء، وقل أن يقصد منه استفادة خبرة، أو تجربة تصلح بها
الحياة الزوجية، وكم من مشكلات حدثت أو تعقدت بسبب هذه الزيارات،
وحسبك دليلا على ذلك- بعد دليل الواقع - حديث أم زرع، الذى وصفت فيه
كل امرأة زوجها بما تتشوف النساء لمعرفته، ولطرافة هذا الحديث أنقله لك من
صحيح مسلم (1).
عن عائشة رضى الله عنها قالت: جل! ر إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن
وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى: زوجى لحم جمل غث، على رأس جبل، لا يسهل فيرتقى،
ولا سمين فينتقل. والمراد أنه قليل الخير لعدة وجوه، منها كونه كلحم الجمل
لا ىلفثن، وأنه مع ذلك غث مهزول ردىء، وأنه صعب التناول لا يوصل إليه
إلا بمشقة شديدة. وقيل: إن معناه أنه يترفع ويتكبر، وي! سمو بنفسه فوق موضعه
كثيرا، أى أنه يجمع إلى قلة خيره تكبره وسوء خلقه. ومعنى: لا سمين فينتقل،
__________
(1)! ه ا، ص 212.
116

الصفحة 116