كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
تنقله الناس إلى بيوتهم لث كلوه، بل يرغبون عنه لرداءته. وفى رواوية: فينتقى،
أى يستخرج نقحه، وهو المخ.
وقالت الثانية: زوجى لا أشا خبره، إنى أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر
غجره وئجره. والمراد أن خبره طويل لا يستطاع حصره، أو تخشى ذكر عيوبه
فيطلمها، أو تخشى أن يطلقها فتتركه، وأرادت بالعجر والبجر عيوبه الباطنة
وأسراره الكامنة. وأصل العجر أن ينعقد العصب أو العروق حتى تراها ناتئة من
الجسد. والبجر نحوها، إلا أنها فى البطن خاصة.
وقالت الثالثة: زوجى العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق. والمعنى
أنه ليس فيه إلا طوله الذى لا فائدة فيه، فإن ذكرت عيوبه طلقنى،! ان سكت
علقنى، أى تركنى لا عزباء ولا مزوجة.
وقالت الرابعة: زوجى كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سامة. وهى
تمدحه بأنه ليس فيه أذى كليل تهامة، لا حر مفرط، ولا برد مفرط، ولا أخاف
غائلة لكرم أخلاقه، ولا يسأمنى ويمل صحبتى.
وقالت الخاممسة: زوجى إن دخل فهد،! أن خرج أسد، ولا يسال عما
عهد. تمدحه بكثرة النوم فى منزله، لا يهتم بما ذهب من متاعه وما بقى، فهو
كالفهد فى كثرة نومه، وعند خروجه كالأ سد شجاعة، فهو بين الناس أو عند
الحرب كالأسد.
وقالت السادسة: زوجى إن أكل لف،! ان شرب اشتف،! الأ اضطجع
التف، ولا يولج الكف ليعلم البث، اللف فى الطعام الإكثار منه، م!! التخليط من
صنوفه. والاشتفاف فى الشرب استيعاب جميع ما فى الإناء، مأخوذ من الشفافة،
وهى ما بقى فى الإناء من الشراب. ولا يولج الكف ليعلم البث، قيل: مدح بأنه
لا يتحسس العيب الذى كان بجمسدها لمروءته، لأ ن البث هو الحزن. وقيل ذم له
بأنه يلتف فى ثيابه عند النوم، ولا يضاجعها ليعلم ما عندها من حب، فالبث هو
محبتها الدنو منه.
117