كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
هناك شك فى فائدة استماع القرآن والأ حاديث الدينية والثفافية دبوجه عام، ما دام
الغرض سليما، والقصد كريما فى إذاعتها واستماعها، وما دام الأ ثر طيبا.
والموسيقى الخالصة التى لا يصحبها غناء كثرت فيها الأ قوال تحليلا وتحريما،
وتفصيل ذلك يطول، ويمكن الرجوع إليه فى كتاب السماع من إحياء علوم الدين
للإمام الغزالى، وفى كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم، وكتاب كف الرعاع لابن
حجر الهيتمى، وغذاء الأ لباب للسفارينى وغيرها من الكتب، وقد لخصت ذلك
فى فتوى جمعت مع عدة فتاوى لى فى كتاب " الإسلام ومشكلات الحياة ".
وأشير هنا إلى ما رجحته من هذه الاراء- تبعأ للإمام الغزالى- وهوانها
حلال فى حد ذاتها، لأ نها أصوات صناعية حسنة كالأ صوات الطبيعية للبلابل
والعصافير، أو الأ غصان والأ وراق عند حفيف الريح. والمنهى عنه ما صاحبه
محرم، كأن تكون طابعا لمجالس الخمر وما إليها، كما حرمت الخلوة بالأ جنبية
لأنها مقدمة للزنى، وكل حرام له حريمه ينسحب عليه حكمه، فما دامت
الموسيقى ليست لاستكمال مصطس محرم فلا بأس بها، ما لم يله الاستماع إليها
أو عزفها عن واجب فتحرم، أو تصير ديدنا فتكره، ضنا بالوقت الذهبى أ ن
يصرف فى غير عمل إيجابى مفيد.
والغناء شىء محبب إلى النفس طبعا، والعالم كله يغنى، حتى الطيور،
وما أحلى غناء بعضها، وهو من ضمن متع أهل الجنة، فقد صح أن نساء الجنة
سيغنين لأ زواجهن، كما رواه الطبرانى عن عبد الله بن عمر بسند قال فيه الأ لبانى
على الجامع الصغير، إنه صحيح. ونصه: " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن
بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، وإن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج
قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن
الامنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه " (1).
والغناء لا تحبه النفس إلا إذا كان يؤدى بلحن ذئ إيقاع خاص وصوت
صاف رقيق ذى نبرات محببة، وهذا الصوت هبة من الله يسبحانه لا تنال
بالكسب، ولذا كان المشهورون بجودة الغناء قليلين، أو من الندرة بمكان.
__________
(1) الترغيب،! 4،ص 200.
121