كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

وكذلك ما ورد فى النهى عن ضربهن، واصفا لهن بأنهن إماء الله، وهو
يشعر بالانكسار ووجوب العطف عليهن، وسيأتى ذلك فى موضعه، وقد تقدم
فى الجزء الثانى " ص ه " كيف خلقت المرأة من ضلع.
ويعجبنى فى هذا قول أحدهم: خلقت المرأة من أحد ضلوع الرجل ولم
تخلق من قدميه حتى يحق له أن يدوسها، بل خلقت من جنبه لكى تكون
مساوية له، ومن تحت إبطه لكى يدافع عنها، وقريبا من قلبه لكى يحبها (1).
ومن مظاهر القوة والشدة فى المرأة الأ نانية والاستئثار، ومحاولة الترؤس كرد
فعل لعقدة نفسية تلازمها بسبب سلطان الرجل عليها. ومن مظاهره التدخل
فيما لا يعنى، ونضالها ضد الرجل فى قضيتها المزعومة بعدما خسرت قضاياها مع
الطبيعة إن كان لها فيها خيار، وغرورها بجمالها وفتنتها، وشططها فى
الكماليات، وقلقها النفسى، وسرعة استجابتها للافكار السوداء والمبادىء
الهدامة، وحدتها فى غيرتها، وتفننها فى الحيل والمكائد التى وجدت الجو
المناسب لإحكام شركها، واستغلالها عاطفة حب الرجل لها فى فرض إرادتها
عليه، وغير ذلك من كل ما يوحى به شعورها بالنقص بالنسبة للرجل، وبنتائج
التغيرات البيولوجية التى تتعرض لها أحيانا كثيرة.
وهذه المظاهر تتطلب منك حزما ويقظة وحكمة. ولهذا أباح النبى ع! دط
ضربهن بعد النهى عنه، لأ ن المعاملة اللينة أغرت الكثير منهن على التمرد،
وسيأتى بيان ذلك فى موضعه.
وإذا كان هذا يقتضى منك الحزم واليقظة فلا ينبغى أن يكون على الوجه
الذى عاملها به القدماء، من اعتبارها حيوانا نجسا خلق لخدمة الرجل، يجب أ ن
يكمم فمها حتى لا تخلم ولا تضحك كثيرا بحضرة الرجال، على ما رأيته فى
بحث " الحجاب)) من المعاملة القاسية التى كانت تلقاها فى البيئات البدائية
والفلسفية على السواء، بل ينبغى أن تكون فى هذه المواقف مربيا حكيما ورقيبا
__________
(1) الأ هرام. 6 1 61 41 95 1.

الصفحة 14