كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
إليه. أما الصوم النفل فلا يمنعها من طلبه إن كانت صائمة لكن ليس على الرجل
إجابتها لو كان صائمأ، فهو أمر متروك لاختياره، إن شاء أجاب وبطل صومه، لأن
إبطال صوم التطوع لا حرمة فيه، وكذلك الجماع لا كفارة فيه أيضا، وإن شاء
امتنع حفاظا على صومه، أما إذا طلبه هو منها وكانت صائمة صوم تطوع، لزمتها
إجابته، فهى واجبة وصومها مندوب، والواجب يقدم على المندوب، كما سيجىء
فى الباب الثانى من هذا الكتاب.
4 - كذلك لو كانت محرمة بحج أو عمرة، ليس لها الحق فى الوطء، بل
يحرم أن تمكن زوجها منها، وكذلك إن كان هو محرما ول حق له فى مطالبتها
به، ويحرم عليه إجابتها لو طلبت، كما يحرم عليه الوطء ابمداء دون مطالبة منها،
لأن الجماع يفسد الإحرام كما هو معلوم.
5 - إذا كانت الزوجة مرضعا، فإن وطها يسمى الغيل، أو وطء الغيلة
وكانت العرب تمتنع عنه، لتأثيره السيىء على صحة المرأة وصحة الرضيح، ولذلك
كانوا يطلبون لأ ولادهم مراضع غير أمهاتهم، وأقره النبى كل! أولا، ثم رجع عنه،
عندما علم أن فارس والروم لا يضرهم ذلك.
وقد وضحت هذا كله فى الجزء الرابع من هذه الموسوعة، وله توضيح أيضعا
فى كتاب " زاد المعاد " (1)، وكتاب " مفتاح دار السعادة " (2) كلاهما لابن القيم.
والنهى عن وطء الغيلة للتنزيه لا للتحريم، وذلك لعدم استغناء الرجل عنه
مدة إرضاع الطفل التى قد تمتد حولين، ولأ ن الضرر منه على المرأة والولد غير
متيقن، فلا مانع من ثبوت حق المرأة فيه مدة قيامها بالإرضاع.
-* تنبه هام:
موضع إعفاف المرأة بالوطء، هو القبل أى الفرج، لأنه محل الحرث والنسل
الذى هو أهم مقاصد النكاح، ولأنه موضع اللذة الطبيعية للمرأة، أما الوطء فى
__________
(1) ص! 4،ص 18.
(2) ص! 2، ص 285.
149