كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
يقظا، غيورا على الحرمات، محافظا على الشرف والكرامة، مصلحا للاخطاء،
سادأ لأ بواب الفساد، عادلا فى الحكم، دقيقأ فى التنفيذ.
وأعتقد أن هذه الظواهر مرض مزمن جبلت عليه، وهو ملازم لها منذ
خلقت إلى أن تموت، فما بالذات لا يتخلف، وإن أثرت فيه الحضارة والتطور فإن
ذلك بقدر يسير، أو باستبدال مظاهر جديدة مناسبة، وهى والأولى تلتقى فى
نقطة واحدة، ولا يجوز الاستهانة بهذا المرض حتى لا يفتك بالأسرة والمجتمع كله.
ولعل مما يشير إلى ذلك قول النبى كل! ط! " لولا بنو اسرائيل لم يخبحسا الطعام
ولم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر" (1) وخنز اللحم-
بكسر النون وفتحها فى الماضى والمضارع - خنزا وخنوزا، أى فسد وأنتن. قال
العلماء: معناه أن بنى إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى نهوا عن ادخارها
فافى ضروا ففسد وأنتن، واستمر من ذلك الوقت، وفى حواء يقول النووى: إنها أ م
بنات ادم فأشبهنها ونزع العرق لما جرى لها فى قصة الشجرة مع إبليس فزين لها
أكل الشجرة، فأغواها فأخبرت ادم بالشجرة فأكل منها (2).
جاء فى تفسير ابن كثير " أول سورة الأ عراف " عن ابن جرير الطبرى عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أكل ادم من الشجرة قيل له: لم أكلت من
الشجرة التى نهيتك عنها؟ قال: حواء أمرتنى، قال: فأنى قد أعقبتها، لا تحمل إلا كرها
ولا تضع إلا كرها، قال: فرنت عند ذلك حواء، فقيل لها: الرنة عليك وعلى ولدك.
كان المعز لدين الله الفاطمى يخشى فتح مصر، وأخذ يتحسس أخبارها من
بعد، فقيل له: إن قصور الإخشيد قد غرقت فى الترف، وإن النساء هناك قد
استهن بالفضيلة، فقال: اليوم فتحت مصر. وقد مر فى الجزء الأول " صا 8 1 "
عبارة: فتش عن المرأة، والمناسبة التى قيلت فيها.
! الى هذا أشار القرآن الكريم بقوله (إن كيلىكن عظيم! وهو حكاية لقول
__________
(1) رواه البخارى، ج أ، ص 187، ومسلم ج." أ، ص 9 5.
(2) صحيح مسلم، ج. أ، ص 59.
15