كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

الدبر، فليس فيه لذتها الطبيعية بل فيه ضررها، وأن الدبر لم يهيأ للوطء فالعادلون
عن الفرج إليه خارجون عن حكمة التشريع.
كما أن الطب قد أثبت ضرره بالرجل، لأ ن فرج المرأة له خاصية استفراغ ماء
الرجل ليستريح منه، وليس الدبر كذلك، كما أثبت ضرره بالمرأة لا! نه شىء غير
طبيعى لم تخلق له، وهو من الأ سباب الكبرى لزوال النعمة وحلول النقمة،
فالقائم به ملعون بنص الحديث، وما الخير فى حياة لعنها رسول الله؟
هذا، وقد اشتبه على بعض الناس قوله تعالى (نساؤكم حوث لكم ظتوا
حرثكم أئى شئتم! أ البقرة: 23 2،، فأخذوا منه جواز إتيان المرأة فى أى موضع
كان استنتاجا من التعميم بقوله " أنى شئتم " ونسبوا ذلك إلى بعض السلف.
والجواب أن لفظ " أنى)) يطلق على معان ثلاثة: أين ومن أين وكيف.
والمعنى الثالث هوالمقصود هنا، فالتعميم فى الحال لا فى المكان. والذى يعين
ذلك هو السئة الصحيحة التى جاءت مفسرة للاية، وأسباب النزول تساعد على
فهم المراد منها، فإن أهل الكتاب كانوا يأتون النساء على جنوبهن على حرف،
ويقولون هو أيسر للمرأة، وكانت قريش والأ نصار تشرح أو تشرخ النساء على
أقفائهن، فعاب اليهود عليهم ذلك، فأنزل الله هذه الاية (1).
وفى الصحيحين عن جابر قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته
من دبرها فى قبلها كان الولد أحول، فأنزل الله هذه الآية (نساؤكم حوث لكم
فأتوا حرثكم أنى لثئتم!، و! ى لفظ مسلم " إن شاء مجبية وإن شاء غير مجيبة "-
والمجيبة هى المنكبة على وجهها- غير أن ذلك فى صمام واحد " والصمام الواحد
هو الفرج، وهو موضع الحرث والولد (2).
وفى المسند عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب جاء إلى رسول الله كل! ط فقال:
يا رسول الله هلكت. فقال " وما الذى أهلكك " قال: حولت رحلى البارحة. قال:
فلم يرد عليه شيئا، فأوحى الله إلى رسوله (نساؤكم حرث كم فاتوا حرثكم أنى
__________
(1) نيل الأ وطار، ج 6، ص 6 1 2. (2) المرجع السابق، زاد المعاد، ج 3، ص 48 ا.
152

الصفحة 152