كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

(ز) كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها،
كما رواه البخارى ومسلم (1)، ولم يختر من يشاء منهن، محافظة على شعورهن.
وإليك هذه الحادثة الطريفة، كما رواها الشيخان:
عن عائشة قالت: كان رسول الله كلثط إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت
القرعة على عائشة وحفصة، فخرجتا معه جميعا، وكان رسول الله كلي! إذا كان
بالليل سار مع عائشة يتحدث معها، فقالت حمصة لعائشة: ألا تركبين بعيرى
وأركب بعيرك فتنظرين وأنظر؟ ملت: بلى. فركبت عائشة على بعير حفصة،
وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله كلكط إلى جمل عائشة وعليه
حفصة فسلم، ثم سار معها حتى نزلوا، فافتقدته عائشة فغارت. فلما بزلوا
جعلت تجحل رجلها بمن الإذخر وتقول: يارب سلط على عقربا أو حية تلدغنى،
رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا.
وعن عائشة أيضا ما ملخصه: أنها خرجت مع النبى كلي! فى حجة الوداع،
ومعه نساؤه، وكان متاعها فيه خف - خفة - وكان على جمل ناج - سريع-
وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثقال - بطىء - (ثفال بالفاء أو بالقاف)
يتبط بالركب. فقال النبى كلكض ((حولوا متاع عائشة على جمل صفية، ومتاع
صفية على جمل عائشة حتى يمضى الركب " تقول عائشة: فلما رأيت ذلك
قلت: يا لعباد. الله!! أغلبت هذه اليهودية على رسول الله؟ قالت: فقال رسول الله
" يا أم عبد الله، إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل. . فقلت:
ألست تزعم أنك رسول الله؟ فتبسم وقال ((أفى شك أنت يا أم عبد الله "؟
فأعادتها مرة ثانية، وقالت: فهلا عدلت. . وسمعها أبو بكر - وكان فيه غرب،
أى حدة - فلطم وجهها، فقال النبى كلي! " مهلا يا أبا بكر)) فقال: يا رسول الله،
أما سمعت ما قالت؟ فقال كلدط " إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادى من أعلاه ".
قال الهيثمى: فيه ابن اسحق، مدلس (2).
__________
(1) الزبيدى، ج 3، ص 53 2، مسلم، ج ه ا، ص 9 0 2. (2) المطالب العالية، ج 2، ص 0 2.
167

الصفحة 167