كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
بقوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميفوا كل
الميل فتذروها كمالمعلقة! أ النساء: 9 2 1،، فالتعبير بالميل فى الاية يناسب أ ن
يراد به الميل القلبى، ويوضحه قول النبى ط! ت " اللهم هذا قسمى فيما أملل!، فلا
تلمنى فيما تملك ولا أملك " فالذى يملكه هو النفقة والمبيت، والذى لا يملكه
هو الحب القلبى. أخرجه أصحاب السنن (1).
ورأى بعض المفسرين أن هذه الاية يراد بها عدم الاستطاعة فى العدل فى
النفقات حتى مع الحرص عليه، وقد يبهون ذلك صحيحا، لأ ن العدل التام الذى لا
مطعن فيه أبدا غير ممكن. فإن مقادير الطعام وألوإن الكعساء وأنواعها ومعرفة
أذواقهن فيها، وملاحظة المكانة الاجتماعية لكل منهن كالغنية والفقيرة،
والاطمئنان إلى رضا كل واحدة عن نصيبها يجعل العدل المطلق صعبا. ولكن
ما فى الإمكان هو المطلوب، على ما فيه من تقصير يغتفر، ولهذا جاء النهى عن
كل الميل، لا عن أى ميل، فإن ذلك غير مستطاع. وحديث الرسول ع! ه! ط فى الميل
القلبى يرجح حمل الاية عليه.
- وختام الاية بقوله تعالى:! الو وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا
رحيما! سى: إن تفعطوا ط فيه الصلاح فى قيادة الأسرة وغيرها حمسب ما أمر الله
به، وحعسب ما أداكم إليه إجتهادكم من العشرة بالمعروف، وت! ونوا فى ذلك
صراقبين لله خائانين من تبعة التقصير، فإن الله ليضجاوز لكم عن بعض ما يمع من
تقث! حير غير مقصود به الإضرار، أو لم تستطيعوا تداركه فهههسبحانه غفور لهذه
الئهنات ر حيم لا يكلفكم ما لا تطيقون.
ومما يدل على أن الحب ليس فى الاستطاعة العدل فيه، وأنه هبة من الله
تعالى، أن النبى يمط وسلم عبر عنه فى حق خديجة بقوله ((إنى قد رزقت حبها"
كما سبة! ذكره، والرزق ينعسب دائما أو فى الغالب إلى الله تعالى، ولذلك جاء
التعبير عنه بثهميغة المجهول، وكذلك رفخه ط! 4 ما طلبه زوجاته من عدل فى حب
__________
(1) زاد المعاد، ج ا، ص 38، ج 4، ص 9 1، تفسير القرطبى، ج 4 1، ص 7 1 3.
169