كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
(و) قول كثير عزة:
تمتع بها ما س! اعفتك ولا تكن جزوعا إذا بانت فسوف تبين
وإن هى أعطتك الليان فإنها لاخر من خلانها ستلين
وإن حلفت لا ينقض الناى عهدها فليس نحضوب البنان يمين (1)
وروى البيت الأول بلفظ:
تمتع بها ماس! ا عفتك ولا يكن عليك شجا فى الصدر حين تبين
والشجا هو ما ينشب فى الحلق من عظم وغيره. ولا شك أن مثل هذا الشعر
ليس صحيحا على إطلاقه أو فى كل الحالات، فلعله إحساس خاص من الشاعر
بمن رأى منها شرا فذم جميع الناس لأ جلها.
(ز) تقدم فى الجزء الثانى من هذه الموسوعة " ص 22 " قول الحجا! للوليد
فى ذم النساء.
وهذه النقول عن عمر وعلى ولقمان وابن المقفع وغيرهم أذكرها للدلالة
على ما يحسه هؤلأ فى المرأة من ناحية الشدة، وإن كانت لهم ولغيرهم أقوال فى
ضعفهن وإكرامهن. وهى على كل حال لا تعدل ما قاله الرسول كل! فى هذا
الشثن. والعبرة فى الاستدلال على الحكم بالقول الثابت، ولا عبرة بغيره مما قد
يصور حالة خاصة لا ينبغى أن تؤخذ مأخذ العموم، فليس لها سند صحيح، وهى
مجرد صور للعرض قد يكون بعضها صحيحا على عمومه.
إن نواحى الشدة فى المرأة قد تقوى حتى تطغى على نواحى الضعف فيها،
وهنا تتحين الفرص للثأر لنفعسها، خصوصا عندما تكفل لها القوانين وبعض
الأ عراف الحرية التامة، وهى تحاول أن تقصى الرجل عن مكانه أو تزحصه فيه، فإن
لم يفطن إلى ذلك سلب سلطانه الأ دبى وانهارت مكانته وفسد المجتمع كله.
ومن هنا كانت نسبة المرأة الصالحة التى عرفت واجبها حقا، ووقفت عند
__________
(1) المرجع السابق.
21