كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
هذه القوامة تشريف أدبى يقصد به ربط النظام العائلى بمحور يدور حوله
ولا يراد به الاستبداد أو الاحتقار للمرأة، بل هى فى الحقيقة من باب " وضع
الضخص المناسب فى المكان المناسب ".
ولهذا نرى الإسلام لا يحل للزوج أن يحمل زوجته المصيحية أو اليهودية
على تغيير دينها، ولا يبيح له أن يتدخل فى شئونها المالية تدخلا يمنعها التصرف
فيه، ولا يحد من حرية رأيها فى مجالات كثيرة، فلا تكن أيها الرجل ديكتاتورا،
بل كن طبيبا، إن ث إلى إجراء عملية جراحية، أو إن أراد أن يسقى مريضا دواء
مرا فليكن ذلك ممزوجا بعاطفة الرحمة التى تحمله على إنقاذ المريض من خطر
محقق يراه بخبرته.
وإن تنازلت عن رئاستك وتخليت عن الميدان وأسلمتها الزمام كانت هى
الخصم والحبهم معا، لا تعرف الموازنة بين القوى، لأ ن كل ما تتصرف به فهو
موزون فى رأيها، إنها إن تسلمت الدفة لم تستطع أن تتجنب الخطر، بل تكون
هى الخطر نفسه، وكيف تتنازل أيها الرجل عن تشريف منحك الله إياه، حيث
جعلك شيدا عليها. إذ لقول (وألفيا سيدها لدا البماب! أ يوسف: 5 2،. أدليق
بك أن تكون بعد هذا عبدها المسخر. أو تكون قد بدلت نعمة الله عليك كفرا؟.
* حاشية:
السيد فى اللغة العربية يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم
والحليم ومتحمل أذى قومه والزوج والرئيس والمقدم. وأصله من ساد يسود.
ويطلق على المرأة أيضا سيدة، كما فى بعض الروايات، كل بنى ادم سيد، فالرجل
سيد أهل بيته، والمرأة سيدة أهل بيتها أ النهاية لابن الا ثير،.
وأرى أنه إذا قيل: الرجل سيد أهل بيته دخلت المرأة تحت هذه السيادة،
! اذا قيل: المرأة سيدة أهل بيتها لم يدخل الرجل تحت سيادتها، بل المراد ما دونه
من أولاد وخدم.
هذا، وكانت النساء يتحدثن عن أزواجهن بلقب ((سيد " ففى حديث
عائ! ثة رضى الله عنها أن امرأة سألتها عن الخضاب فقالت: كان سيدى رسول الله