كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
مستطاع أن يكون فيها عدل بين الزوجات، أما الحب فمن الصعب أن يكون فيه
عدل بين أكثر من واحدة، ولعل مما يشسير إليه قؤله تعالى (ما جعل الله لرجل من
قلبين في جوفه! أ الأ حزاب: 4، ويؤيد هذا قوله تعالى (ولن تستطيعوا أ ن
تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة مهو أ النساء:
129،، فالعدل التام فى الحب غير مستطاع مهما حاول الإنسان ذلك. ولهذا
أرشد الله إلى عدم الإسراف فيه نحو المحبوب ((فلا تميلوا كل الميل ". وفى بحث
تعدد الزوجات توضيح هذه المسألة، كما سيأتى منها عند ذكر حق العدل
بين الزوجات. وقد قال النبى كلده! فى لعائشة رضى الله عنها " أنا لك كأبى زرع
لأم زرع " (1)، عندما ذكر الحديث الطويل الذى جاء فيه: قالت الحافىية عشرة:
زوجى أبو زرع فما أبو زرع؟ أناس من حلى أذنى، وملا من شحم عضدى،
وبجحنى فبجحت إلى نفسى، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب
فأتقنح.
وقد نهى النبى عب نساءه عن إيذائه فى عائشة بقوله (ا لا تؤذنى فى
عائشة، فإنه والله ما نزل على الوحى وأنا فى لحاف امرأة منكن غيرها " (2) وقد
سأله عمرو بن العاص: أى الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال " عائشة " (3) وما
حبه لخديجة وإيهرام صديقاتها بعدها ببعيد.
والحياة المنزلية بغير حب أشبه بالأ رض القاحلة التى لا نبات فيها ولا ماء، أ و
الصحراء الموحشة التى لا أنيس فيها ولا دليل، وقد عذر النبى كلده! فى " بريرة)) فى
نفورها من ((مغيث)) زوجها وهو يتبعها فى الطرقات يبكى ودموعه تمسيل على
لحيته، لترضى بالعيش معه بعد عتقها، وقد أشار عليها النبى صلى الله عليه
وسلم بالبقاء معه فأبت، لأ نها لا تحبه.
وبريرة كالمحت جارية لأبى لهب، وقيل لابنه عتبة، وقيل لبعض بنى هلال،
__________
(1) رواه مسلم.
(3) رواه البخارى ومسلم.
(2) رواه البخارى.
31