كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
ويسعى لهدم بناء الأسرة بعد أن تعب فى تأسيسه، وإن وجد أحد الطرفين فتورا
فى هذه العاطفة نحو الاخر فلا يحدثه بذلك، بل يغالب ويظهر الحب، ضمانا
لجمع الشمل وسير السفينة فى هذا الخضم اللجب، ومن هنا أجاز النبى كلي!
كذب الزوج على زوجته والزوجة على زوجها.
فعن أم كلثوم بنسا عقبة بن أبى معيط قالت: سمعسا رسول الله كل!
يقول " ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فينمى خيرا، أو يقول خيرا " (1)،
وفى رواية زيادة قالت: ولم أسمعه يرخص فى شىء مما يقول الناس إلا فى ثلاث،
تعنى ا! رب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة
زوجها (2).
ولأ همية هذه النقطة لابد من بعض التوضيح لها. قال ابن الجوزى فى جواز
الكذب للمصلحة ما نصه:
" وضابطه أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو
مباح إن كان المقصود مباحا، وإن كان واجبا فهو واجب، وهو مراد الأ صحاب،
ومرادهم هنا لغير حاجة وضرورة، فإنه يجب الكذب إذا كان فيه عصمة مسلم
من القتل. وعند أبى الخطاب يحرم أيضا، لكن يسلك أدنى المفسدتين لدفع
أعلاها. قال الشيخ تقى الدين: والمسألة مبنية على القبح العقلى- فمن نفاه
وقال: لا حكم إلا لله فإن الكذب يختلف بحسب إمكانه، ومن أثبته وقال:
الأ حكام لذات العقل قبحه لذاته. ومهما أمكن المعاريض حرم (3).
وجاء فى غذاء الأ لباب للسفارينى (4): قال ابن القيم فى الهدى أ زاد المعاد
فى هدى خير العباد، ج 2، صه 4 1، يجوز كذب الإنسان على نفسه وعلى غيره
إذا لم يتصمن ضرر ذلك الغير إذا كان يتوصل بالكذب إلى حقه، كما كذب
الحجاج بن علاط على المشركين حتى أخذ ماله من مكة من غير مضرة لحقت
__________
(1) رواه البخارى ومسلم.
(2) رواه مسلم - رياض الصالحين، ص. 3 1.
(3) الاداب الشرعية لابن مفلح، جا.
(4) خ! ا، ص 2 1 1.
34