كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

رأيتك لو جأت- ضرتجا- بين كتفيك بهذه الشفرة. قال: وأين رأيتنى؟ قالت:
رأيتك على الجارية، فقال: ما رأيتنى، وقد نهى رسول الله كل! ط أن يقرأ أحدنا
القرآن وهو جنب، قالت: فاقرأ، وكات لا تقرأ القران، فقال:
أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المفحاجع
فقالت: آمنت بالله، وكذتجا البصر، ثم غدا على رسول الله اكليهط فأخبره،
فضحك حتى بدت نواجذه.
وهذا الحدشا الذى رواه الدارقطنى عن عكرمة فى سنده مسلمة بن وهرام،
وثقه ابن معين وأبو زرعة، وضعفه أبو داود (1). والقصة ذكرها أيضا ابن القيم فى
كتابه " إغاثة اللهفان)) (2) وقال: إن الأ بيات التى ذكرها هى:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار هثوى الكاذبينا
وأن العردث! فوق الماء طاف وفوق العردثى رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد ملائكة الإله مسومينا
ويذكرنى هذا بما جاء فى كتب الأ دب، قال الأ صمعى: دخلت البادية
ومعى كيس فيه دنانير، فأودعته عند اعرابية، فلما طلبته أنكرته، فقدمتها إلى
شيخ منهم، فأصرت على إنكارها، فقال الشيخ: قد علمت أنه ليس عليها إلا
اليمين، فقلت: أيها الشيخ كأنك ما سمعت قوله تعالى:
ولا تقبل لسارقة يمينا ولو حلفت برب العالمينا
فقال: صدقت أيها الرجل، وهددها فأقرت وردت إلى مالى، ثم التفت
الشيخ إلى وقال: فى أى سورة تلك الاية؟ فقلت: فى قوله تعالى:
__________
(1) من كتاب! حياة الضحابة " ج 3، تأليف محمد يوسف، نجل الشيخ محمد الياس
الهندى، طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن 386 1 هـ- 966 1 م.
(2) ص 08 2، 257.
36

الصفحة 36