كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
كان ابن أبى عذرة الدؤلى يخلع النساء اللائى يتزوج بهن، فصارت له فى
الناس من ذلك أحدوثة يكرهها، فأشهد عبد الله بن الأ رقم على امرأته أنها
تبغضه، ثم ذهبا إلى عمر رضى الله عنه، فأرسل إليها، فجاءت هى وعمتها،
فسألها هل تحدتث أنك تبغضين زوجك؟ قالت: نعم، لأنه أنشدنى الله،
أفأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، فاكذبى، فإن كافت إحداكن لا تحب أحدنا
فلا تحدثه بذلك، أقل البيوت الذى يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون
بالإسلام والأ حساب (1).
غير أنى أحذرك إذا كنت تحب زوجتك أن يطغى حبك لها على واجبك
ومركزك كرجل له رئاسته وكرامته، فإن سلطان الحب يأسر القلوب، ويذيب
صفات الرجولة الكاملة إن تمحض وانفرد فى الميدان، وفى بحث الحجاب " ص 12
وما بعدها، ص 37 " وفى بحث اختيار الزوجين " ص 223 " كثير مما يدل على
ذلك.
وأذكر حكمة الإمام الشافعى إذ يقول: " ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك،! ان
أهنتهم أكرموك، المرأة والخادم والنبطى " (2). وقد استغل كثير من النساء سلطان
ألحب حتى جلسن على عرويق الممالك بعد عرويق القلوب، فكانت الماسى
والنكبات الخلقية والاجتماعية بل السياسية أيضا، وإن شئت دليلا على ذلك
فاقرأ تاريخ فرنسا لترى آثار " مدام دى بومبادور! فى لويس الرابع عشر، و" مدام
دى بارى " فى لويس الخامس عشر، وغيرهما ممن أسعدهن الحظ فرفعن من
عاملات فقيرات إلى متصرفات تولى وتعزل، وتنهى وتأمر، وتقرب وتبعد، وترى
وتحكم كما يشاء الهوى، وفى بحث الحجاب " ص 5 31، 317 " صور من نفوذ
هذه الملكات وغيرهن من النساء.
وسأريك بعد أن الرسول كليهذ، مع حبه الشديد لعائشة رضى الله عنها، كان
__________
(1) الإحياء،! 3، ص 0 2 1.
(2) الإحياء،! 2، ص 1 4.
38