كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

على سمو تعاليم الإسلام فى علاجه لمشكلات الأسرة، ووضع نظامها على أساس
متين، شأنه فى ذلك شأنه فى كل ما يعالجه من موضوعات الحياة.
وأعود فأكرر التنبيه على أن القارىء قد تصادفه بعض النقط التى تتحدث
عن العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، فيما يتحرج بعض الناس من التحدث
عنه، ويعده بعض المتسرعين فى الحكم أدبا مكشوفا، ولكن الغرض هو بيان هدى
الإسلام، الذى لا يترك من التنظيم أخص الأ مور وأخفاها، انطلاقا من قاعدته
العريضة فى شمول تعاليمه لكل نواحى الحياة، وتحقيقا لعالميته فى كل عصر
وجيل، وفى كل بيئة وقبيل. قال تعالى (ونزفا عليك الكتاب تبيانما لكل شيء!
ا سورة النحل: 89،. وورد فى صحيح مسلم عن سلمان الفارسى قال: قال لنا
المضركون: إنى أرى صاحبكم يعلمكم، حتى يعلمكم الخراءة. قال: أجل، إنه
نهانا أن يستنجى أحدنا بيمينه، أو يستقبل القبلة، ونهانا عن الروث والعظام،
وقال " لا يستنجى أحدكم بدون ثلاثة أحجار " (1).
وقد تعرضت الكتب المتخصصة والمجلات الدورية لهذه الأ مور الخاصة،
شارحة لها من الوجهة البيولوجية والنفسية، ولم ير الرأى العام فيها عيبا، فإذا
تعرضت لها من الناحية الدينية، فأنى لا أقصد ما تستهدفه بعض الكتابات
الشائعة الرخيصة، بل ألمسها لمسأ رقيقا تحت شعار " لا حياء فى الدين " الذى
شهدت به السيدة عائشة رضى الله عنها لنساء الا! نصار على ما رواه مسلم، حيث
قالت: نعم النساء نساء الا! نصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن فى
الدين " (2).
وبهذه المناسبة أقول: إن بعض الناس فهم هذا الشعار فهما خ! وقال: إنه
يدل على أن الدين ليس فيه حياء، مع أنه يدعو إليه ويرفع قدره ويذم من يخرجوذ
عنه، وأقول لهؤلأ: إننا نقصد من هذه العبارة أن الحياء لا ينبغى أن يمنع المؤمن
__________
(1)! 3،ص 152.
(2) صحيح مسلم، ج 4، ص ه 1، 6 1.

الصفحة 4