كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

الفصل السا بع
الإحداد
الإحداد مصدر أحد، يقال. أحذت المرأة، أى 1 متنعت عن الزينة والخضاب
بعد وفاة زوجها، فهى محذ، وكذا حذت تحد- بضم الحاء وكسرها- حدادا،
بكسر الحاء، فهى حاد، ولم يعرف الأ صمعى إلا الرباعى، أى أحدت (1).
الإحداد مظهر من مظاهر الوفاء للزوج، وأسف على فراقه، وفترة من العي! ش
فى ظلاله بالفكر والعمل، 1 متدادا للعيش الحقيقى الذى كان م! ه، وهو كبقية
مظاهر الوفاء، يقؤى مركز المرأة فى أعين الناس، لأنه يدل على عاطفة لبيلة،
وقلب فيه خير كثير. وقد أفردت الحداد بفصل خاص لطول الكلام عليه، ولكثرة
أحكامه. وقبل أن أبين تنظيم الإسلام له ألقى نظرة على حال المرأة بعد وما!
زوجها عند بعض الشعوب. لنرى صورة الإسلام المعقولة فى هدا الموضوع،
وقد مر شىء من ذلك عن الهند بنوع خاص، وتكملة للحديث أقول - ملخصا
سن كتاب بنات حواء للرحالة محمد بن ثابت وبحث المرحوم الشيخ محمد
رشيد رضا-:
الترمل بعد وفاة الزوج قاس وشديد عند الهند كما سبق بيانه، وذلك لمن لم
تحرق نفسها مع زوجها، ومى استراليا إذا مات رجل من قبائل " الأ وزنتا لا لطخت
زوجاته الرأس والوجه والصدر والبطن، ولزمن الصمت المطلق مدة قد تصل اثنى
عشر شهرا، لا يتماهمن إلا بالإشارة. أما قبائل الياروبا فى جنوبى نيجيريا فتظل
الأرملة لا تستحم ولا تمشط شعرها أو تخلع ثيابها إلا بعد ثلاثة أشهر على وفاة
__________
(1) مختار الصحاح، تفسير القرطبى، ج 3، ص 9 7 1.
6 0 4

الصفحة 406