كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

ومن أعجب ما علمته عق أهل " توجولاند " أنهم يؤمنولى باتصال روح
الزوج المتوفى جنسيا بزوجته، وهم يحرمون على الزوجة أن تسمح له بذلك،! الا
وجب قتلها، ولهذا تأخذ المرأة حذرها فلا تمكن روح الفقيد من الاقتراب منها،
فتظل ستة أسابيع بعد وفاة الزوج عارية، وتمكث كل وقتها تحت السقف الذى.
دفنت فيه الجثة، ولا تخرج إلا للضرورة ورأسها مطأطأة، وعيناها مغمضتان،
وذراعاها مطوقتان إلى صدرها، وبيدها مضرب لتطرد الروح إذا ما اعترضتها، ثم
لابد أن تخلط طعامها وشرابها بنوع من التراب ليصبح طعمه منفرا يزهد الروح
فى تناوله معها، وفى الليل تطلق فى المكان بخورا عف! ا كريه الوائحة لتطارده،
وبعضهم يسد جميع النوافذ ويحوطها بالحواجز، فإن ظلت الأ رملة منزعجة
وجب أن تهجر منزلها، وتغير لباس رأسها تضليلا له.
وفى بعض قبائل نيجيريا الجنوبية لا يبيحون للارامل البقاء طويلا بدون
زواج، فبمجرد انتهاء أيام الحداد يقمن جماعات إلى النهر وهن يولولن، والرجال
من حولهن يطلقن الأعيرة النارية فى الهواء، وهناك يغتسلن ويعسلن أثوابهن،
ثم يعدن إلى بيت الأزواج الجدد.
وعند أهل فرموزا بالصين يقام المأتم عند الوفاة تسعة أيام، توضع خلالها
الجثة على مقربة من نار هادئة حتى تجف تماما، وتترك فى العراء ثلاث سنين،
لا يبقى بعدها من الجثة إلا العظام، وعندئذ يقام مأتم جديد يسمونه " المأتم
الجاف " تمييرا له عق المأتم الأول الأ خضر، ثم توارى العظام فى القبر، وتصبح
السيدة حرمه حرة تتزوج من تشاء.
ولا يزال الأرامل عند الغربيين والمتحضرين يبالغن فى الحزن ولبس شارات
الحداد طويلا، على أن التطور اكتفى بالحزن القلبى وترك تلك المظاهر من ملابسى
وغيرها. اهـ (1).
وكان الإحداد عند عرب الجاهلية ذا طقوس غريبة، ذكرها النبى - صلى الله عليه وسلم - فى
__________
(1) بنات حواء للرحالة محمد ثابت.
8 0 4

الصفحة 408