كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
بالليل وأمسحيه بالنهار " والعقل يشهد بذلك، فالضرورات تبيح المحظورات،
ولهذا كانت فتوى أم سلمة تفسيرا للحديث المسند فى الكحل الذى روته، فهى
أدرى بمعناه، والحادة أو المحدة نهيت عن الزينة لا التداوى،. والأعمال بالنيات.
وكذلك يحرم على المحدة لبس الثياب التى يقصد منها الزينة ايا كان لونها
أو نوعها، والعرف يختلف فى تقدير الزينة وتخصيص ألواع والوان لها، فإن
ملابس الحداد فى اليابان هى الكتان الأ بيض، لا! نه أرخص الا نواع، والهند تلبس
الملابس البيضاء فى الحداد (1). وكذلك بلاد أخرى مثل كوريا (2) ومثل
الأندلس (3).وفيه يقول الحصرى:
إذا كان البياض لباس حزن لأندلس فذاك من الصواب
ألم ترنى لبسست بياض لث! يبى لأنى قد حزلت عالى شبابى
يقال: إن الملابس السوداء التى هى طابع الحزد فى مصر، بل هى غالب
ثياب النساء خصوصا عند الخروج من المنزل، أساسها راجع إلى حزن المصريات
على شهداء الأ قباط فى عصر ((دقلديانوس " حيث ذبح مائة وثمانين ألف
مسيحى فى يوم واحد، فلبس النساء الثياب حزنا عليهم (4).
وقد ضرب النبى كلي! مثلا ما كان نساء العرب قد اعتدنه، فنهى عن الثوب
المصبوغ، وهو يعم كل ما يقصد به الزينة، ولاشك أن بعض الألوان تكون للؤينة
لمحى بعض البلاد، ولغيرها فى بلاد أخرى، بل قد يكون غير المصبوغ أشد فتنة من
المصبوغ.
وكذلك نهى الشرع عن لبس الحلى بجميع أنواعه، وصح عن الصحابة
نهيهم عن ذلك كابن عمر وابق عباس وأم سلمة وعائشة. وذكر عن أحمد تحويم
النقاب قياسا على المحرمة، كما قيست عليها فى تحريم الطيب، وليمم! ذلك بشىء،
__________
(1) مهذب ابن بطوطة، ج 2، ص ه 6 2.
(2)؟ خبار اليوم 11/ 1 /1975.
(3) مجلة العربى، عدد يونيو 1971، ص 69.
(4) الجمهورية، 2 1/ 4 / 2 6 9 1.
416