كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
وذكر أن أهل الميت والمعزين كانوا يجلسون ثلاثة أيام على حصيرة فى
المنزل، ثم يقيمون صلاة على روحه بعد ذلك، ويسمونها صلاة " رح الحصير"
أى انتهاء فترة الحزن الشديد، الذى لا يجلس فيه على الأرائك، اطهارا لشدة
الألم على الفقيد، وكذلك يقام قداس يوم السابع ويوم الخامس عشر ويوم
الأ ربعين، وكذلك عادة المبيت فى القبور وكسر أوانى الفخار عقب خروج الجنازة
حتى لا تعود روحه، وذبح الثور عند القبما 1).
كل هذه عادات مصرية قديمة اختلطت مع طقوس الأديان الوافدة على مصر
ولازمتها حتى عصرنا هذا، ولم يرد فى الإسلام ما يبرر هذه الأ فعال، لأنها مبنية
على عقائد باطلة، ولما يحيط بها من منكرات أو تصرفات شاذة أو صرف أموال
فى غير طائل.
يحدثنا الرحالة محمد ثابت أن عادة الأربعين أو فكرتها موجودة أيضا عند
قبائل اليوروبا فى نيجيريا، ويقول: إن الميت تبقى جثته يومين يخلع عليها
الأقارب أحسن الثياب، ثم يدفن، وإن كان الميت مصابا بمرض سيىء يحذر
الناعى الناس من شهود الجنازة حتى لا يصيبهم سوء، وتعود الروح ليلة الأ ربعين إلى
البيت، وعندئذ يجتمع الزوجات وأقاربهن حول مصباح يغنين ويصققن حتى تصيح
إحداهن قائلة: ها هو ات، ثم يقلد رجل حركات الفقيد، ويرتدى ملابسه، ويزور
حجرات الدار جميعا، والنساء يسجدون على الأ رض ليباركهن الفقيد.
وإذا كان الإسلام يوجب على الزوجة أن تحد على زوجها المتوفى فإنه فى
ذلك يراعى عواطف المرأة أولا، ويراعى -قدسية الرابطة الزوجية ثانيأ، حيث لا ينبغى
أن تنهدم مرة واحدة دون تأثر، ليبنيها رجل جديد مع الزوجة المحزونة بسرعة،
وهنا لا يكون توافق بين الأ ثرين، أثر الحزن على من مضى، وأثر الفرح بمن حضر
بسرعة، فلابد من وجود فترة تخف فيها حدة الحزن شيئا فشيئا حتى يستطيع
البناء الجديد أن يجد له قاعدة قوية يقوم عليها.
ومن الأ سف أن بعض السيدات لا يحترمن واجب الإحداد، ويخرجن على
__________
(1) المبرجع السابق، ج ا، ص 4 3 2.
8 1 4