كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

تقاليده الشرعية، وينسين بسرعة تلك الرابطة التى عاشت المرأة فيها رمانا طويلا،
وهذا يدل على جمود العاطفة، واهتمام بالماديات أكثر من الأدبيات، ومثل هذه
المرأة لا يرمحب فيها كثير من العقلأ، لأنهم يعر! ود أنها لن تفى لهم كما لم تف
لغيرهم من السابقين.
إن إحداهن تبكى زوجها وتفعل ما - ممتطيع أن تفعله مى الأيام الأولى
عقب الوفاة، وبخاصة عند اجتماع المعزين والمعزيات والزائرات، لتظهر أمام الناس
بمظهر الحزينة الوفية، على حين أن قلبها يحدثها بزوج آخر فى أقرب فرصة، ومتل
هذه المرأة تبدى من زينتها ما يتسم بسمة الحزن وفيه طابع الفتنة، كالملابس
السوداء المنمقة الخيطة بشكل يبرز المفاتن، ويحسر عق مواطق الإغراء، وهذهـ
الملابس سلاح ذو حدين، يقوم لونه بحد هو شعار الحزن والوفاء، ويقوم قصوه أ و
تنميقه بحد هو الفتنة والإغراء، ولا يشك أحد أن بعض النساء يكن فى الملابس
السوداء فاتنات، بل أشد فتنة منهن فى ملابس أخرى.
لقد نظر أحد المحبين إلى امرأة محدة فى ملابس إحدادها تجلمن على القبر
تبكى روجها، هكتب إليها:
قد كنت أحسب أن الشمس واحدة والبدر فى نظرى بالحسن موصوف
حتى رأيت! فى أثواب ثاكلة سود وصدغك لمحوق الحد معطوف
لمحرحت والقلب منى هائم دلف والكبد حرى ودمع العين مدروف
ردى الجواب ففيه الضكر واغتنمى وصل المحب الذى بالحب مشغوف
ورمى الوقعة إليها، اللما قرأتها كتبت إليه:
إن كمت دا حسب زاك وذا لسب إن ال! تمو!! غض الطرف معووف
إن الزناة أناس لا خلاق لهم فاعلم بأنك يوم الدين موقوف
واقطع رجاك، لحاك ألله من رجل فإن قلبى عن الفحشاء مصروف (1)
__________
(1) روضة المحبين لابن القيم نقلا عن الحافظ ابن الجوزى أ غذاء الألباب، جا، ص 78،.
! 49

الصفحة 419