كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

قبحك الله. وقال الحافظ المنذرى بعد ذكر هذا الحديث: أى لا تسمعها المكروه،
ولا تضتمها، ولا تقل: قبحك ا لله ونحو ذلك.
ومن المكروه الذى ينبغى ألا يسمعها إياه عيب أحد من أهلها بفقر أو جهل
أو عدم حسب أو ن! سب أو دين أو خلق. وقد حدث أن فاطمة بنسسا عتبة بن
ربيعة قالت لزوجها عقيل بن أبى طالب: تصير إلى وأنفق عليك. فكان إذا دخل
عليها قالت: أين عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة؟ " والدها وعمها، وقد ماتا
كافرين " فقال: على يسارك فى النار إذا دخلت. فشدت عليها ثيابها، فجاءت
عثمان فذكرت له ذلك، فضحك وأرسل ابن عباس " من أهل عقيل " ومعاوية
" من أهل فاطمة)) ليحكما بينهما، فوجداهما قد أغلقا عليهما الباب فرجعا (1).
واعيذك بالله أن تشتط فى كراهيتك لها، فتبالغ فى رميها بالقبح، خصوصأ
عندما تثور أعصابك، بسبب تصرفاتها، أو بسبب اخر، فتكون كالشاعر الذى
هجا امرأته بقوله:
لها جسم برغوث وساقا نعامة ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
وتبرق عيناها إذا ما رأيتفا وتعبس فى وجه الضجيع وتكلح
لها مفمحك كالحش تحسب أنها إذا فمعكت فى أوجه القوم تسلح
وتفتح - لأ كانت - فما لو رأيته توهمته بابا من النار يفتح
إذا عاين ث! لشيطان صورة وجهها تعوذ منها حين يمسى ويصبح
ذكرها ابن عبد ربه فى العقد الفريد (2)، وزاد ابن قتيبة فى عيون
الأخبار (3):
فما فحكت فى الناس إلا ظننتها أمامهم كلبا يهز وينبح
وقلى أعجبتها نفسها فتملحت بأى جمال - ليت شعرى - تملح
__________
(1) تفسير ابن كثير: وإن خفتم شقاق بينهحا.
(2)! 23،7 ص 79. (3)! 4، ص 34.
43

الصفحة 43