كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

وقال الشاعر " دعبل الخزاعى " فى امرأة كبرت سنها، وقيل: كاتحا زوجته:
يا من أشبهها بحمى نافض قطاعة للظهر ذات زفير
صدغاك قد شمطا ونحرك يابس والصدر منك كجؤجؤ الطنبور
يا من معانقها يبيت كأنه فى محبس قمل وفى ساجور
قبلتها فوجدت لدغة ريقها فوق اللسان كلسعة الزنبور
وقال فيها أيضا:
ألام على بغضى لما بين حية وضبع وتمساح تغشاك من بحر
تحاكى نعيما زال فى قبح وجهها وصفعتها، لما بدت، سطوة الدهر
هى الف! ربان فى المفاصل خاليا وشعبة برسام ف! ممت إلى النحر
إذا سفرت كانت لعينيك سخنة وإن برقت فالفقر فى غاية الفقر
وإن حدثت كانت جميع ممائب موفرة تأتى بقاصمة الظهر
حديث كقلع الف! رلر أو نتف شارب وغنج كحطم الأنف عيل به صبرى
وتفتر عن قلح، عدمت حديثها، وعن جبلى طى وعن هرمى ممر (1)
حمى نافض = ذات رعدة. شمطا = شابا. جؤجؤ الطنبور = صدر المزمار.
ساجور خشبة توضع فى عنق الكلب. الضربان = ألم. سخنة = ضد القرة. قلح
= صفرة الأ سنان.
2 - عدم إظهار النفور والاشمئزاز منها، خصوصا إذا وجدت فيها صفات
هى من صنع الله وجده، قضى بذلك عليها القدر، الذى وقفت حياله مستسلمة،
وذلك كعقمها، أو مرضها مثلا. وهذا مظهر للمحافظة على شعورها فوق المظهر
الأول، وهو الإمساك عن رميها بالعيوب، وكيف تبيح لنفسك النفور منها وهى
الحريصة على إرضائك والفوز بحبك وتقديرك لها، لكن الأ مر ليس بيدها، بل بيد
من اختار لها هذا الوضع لحكمة قد تخفى على كثير من العقول، لعل منها أ ن
يكون ذلك اختبارا لحساسية الإيمان ومدى فهم واقع الحياة.
__________
(1) مجلة مرآة الأمة الكويتية 17/ 4 / 974 1، بقلم عبدالستار فراج.
44

الصفحة 44