كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
ولمثل هذه الأ مور عنى الشارع بالوصمية بها حتى لاتخمد نار الحب ال! ى هو
روح الحياة الزوجية الصعيدة، وحتى لا يكون من وراء ذلك فصم غرا الزوجية.
يقول لك الدين: انظر إلى زوجتك من زواياها الختلفة. وبكلتا عينيك لا بعين
واحدة، فلعل صفات الخير فيها تخفف من حدة نفورك منها، فإن العقيم قد
تكون عفة اللسان طاهرة، أو تكون صناعا ماهرة. ومثل هذه الصفات تفوق
الجمال إلحسى فى وزن المرأة المثالية، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى (فإن
كرهتموهن هسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الفه فيه خيرا كنيرا! أ النساء: 9 1،،
وقوله كلى! "! لأ يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها اخر" (1).
وكلمة " يفرك " ماضيها فرك بكسر الراء، ومضارعها بفتحها، ومعناها
يبغض، والا! سلوب يقصد به النهى، لا الخبر.
قال لقيط بن صبرة، وكان فى وفد بنى المنتفق، يا رسول الله، إن لى امرأة
! ان فى لسانها شيئا - يعنى البذاءة - فقال له " فطلقها إذا " قال: يا رسول الله، إ ن
لها صحبة،! ان لى منها ولدا، قال "فعظها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا
تضرب ظعينتك ضر بك لا! متك)) رواه أصحاب السق (2).
وإليك بعض نماذج طيبة فى هذا الموضوع:
ذ! الإمام الغزالى فى كتابه " الإحياء " (3) أن بعض المريدين تزوج امرأة ذات
جمال، فلما قرب زفافها أصابها الجدرى، فاشتد حزن أهلها لذلك، خوفا من أ ن
يصتقبحها زوجها، فأراهم أنه قد أصابه رمد. ثم أراهم أن بصره قد ذهب، حتى
زفت إليه، فزال عنهم الهم، وبقيت عنده عشرين سنة، ثم توفيت ففتح عينيه،
فقيل له فى هذا، فقال: تعمدت لأ جل أهلها حتى لا يحزنوا. وهذا من نوادر
المجاهدين لا! نفسهم، المثاليين فى تصرفاتهم.
روى ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: بينما عمر بن
__________
(1) رواه مسلم عن ءبى هريرة.
(3)! 3. ص 89.
(2) حياة الحيوان الكبرى - بهمة-
45