كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
الخطاب رضى الله عنه يطوف بالبيت إذ رأى رجلا يطوف وعلى عاتقة امرأة مثل
المهاة، يعنى حسنا وجمالأ، وهو يقول:
عدت لهذى جملا ذلولا موطأ أتبع السهولا
أعدلها بالكف أن تميلا أحذر أن تسقط أو تزولا
أرجو بذاك نائلا جزيلا
فقال له عمر رضى الله عنه: يا عبد الله من هذه التى وهبت لها حجك؟
فقال: 1 مرأتى يا أمير المؤمنين، وإيها حمقاء مرغامة أكول قمامة لايبقى لها خامة.
فقال له: مالك لا تطلقها؟ قال: إنها حسناء لا تفرك، وأم صبيان لا تترك، قال:
فشأنك بها (1).
والنهى عن إظهار النفور من الزوجة مما لا سبيل إلى التخلص منه هو 1 متداد
للنهى عن إحدئ صوره التى كانت عند اليهود قبل الإسلام. فقد كانوا يخرجون
المرأة من المنزل إذا حاضت، لا يقربونها ولا يجتمعون معها، ولا يأكلون مما تعمل
شيئا.
ذكر ابقرطبى أن من قبائل العرب من كانت الحائض عندهم مبغوضة، فقد
كان بنو سليح أهل بلد الحضر - وهم من قضاعة - نصارى، إن حاضت المرأة
أخرجوها من المدينة إلى الربض حتى تطهر، وفعلوا ذلك بنصرة بنت الضيزن ملك
الحضر، فكانت الحال مظنة حيبرة الجسلمين فى هذه الأمر، وتبعث على السؤال
عنه! ويسألونك عن المحيض قل هو أذى. .!.
وفى بعض الكتب: كان العرب يقولون، إن الولد الذى تحمل به أمه عقب
الحيض مباشرة غير محمود، وقال أبو كبير الهذلى:
ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مر فعة وداء معضل
__________
(1) الأحكام السلطانية للماوردى، ص. 5 2، العقد الفريد وج 2، ص 84، وحياة الحيوان -
مها،! 2، ص 1 9 2.
46