كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

غبر الحيضة = جمع غبرة، ويجمع على غبر، وهى آخر الشىء (1).
وفهم المسلم! ن. أولا وجوب اعتزال النساء فى المحيض على هذه الصورة،
حتى جاء أبو الدحداح فى نفر من الصحابة فقالوا: يا رسول الله، البرد شديد
والثياب قليلة، فإن إثرنا هن هلك سائر أهل البيت، وإن استأثرنا بها هلكت
الحيض فقال " إنما أمرتم أن تعتزلوا مجامعتهن " وإليك نص الحدشا الذى رواه
مسلم س (2): عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم
يجامعوهن فى البيوت، فسأل أصحاب النبى كلف!، فأنزل الله تعالى (ويسألونك
عن المحيض قل هو أذى فاعتزئوا النساء في المحيض! أ البقرة: 2 2 2،، فقال
رسول الله كل! ط " اصنعوا كل شىء إلا النكاح " فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد
هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن
بشر فقالا: يا رمنول الله، اليهود تقول كذا وكذا، فلا يخامعهن؟ فتغير وجه رسول
الله كلي! حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من اللبن إلى
النبى كلد! فأربحل فى اثارهما، فسقاهما، فعرفا أن لم يجد عليهما (3).
لقد قال اليهود: إن أى شىء تمسه الحائض ينجس، ويجب غسله، فإن
مست لحم القربان أحرق بالنار، ومن مسها او مس شيئا من ثيابها وجب عليه
الغسل، وما عجنته أو طبخته او غسلته فهو نجس حرام على الطاهرين حل
للحيض (4).
ولو أردت "أن تعرف مقدار تحرجهم منها فاقرأ سفر اللاويين " اصحاح 15))
كله، ففيه حدلمجا طويل عن الدم، وفيه أنها بعد سبعة أيام من انقطاع حيضها
تقرب يمامتين أو فرخى حمام للكاهن، فيعمل الكاهن الواحد ذبيحة خطية
والآخر محرقة، ويكفر عنها الكاهن أمام الرب من سيل نجاستها.
__________
(1) التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور.
(3) وأخرجه أحمد - تفسير ابن كثير، ص 377.
(2) ص! 3،ص 211.
(!) خطط المقريزى، ج 4، ص 373.
47

الصفحة 47